============================================================
8 منهاج القاصدين وففيد الصادقين والثالث: علوم تستفاد من التجارب تسمى عقلا.
والرابع: أن تنتهي قوة الغريزة إلى أن يعرف عواقب الأمور ويقمع الشهوة الداعية إلى اللذة العاجلة ويقهرها، وإذا حصلت هذه القوة سمي صاحبها عاقلا من حيث آن إقدامه وإحجامه بحسب ما يقتضيه النظر في العواقب لا بحكم الشهوة العاجلة، وهذا من خصائص الإنسان التي بها يتميز عن ساثر الحيوانات.
فالأول هو الأصل، والثاني الفرع الأقرب إليه، والثالث فرع الأول والثاني، إذ بقوة الغريزة والعلوم الضرورية تستفاد علوم التجارب، والرابع هو الثمرة الأخيرة والغاية القصوى.
والأول هو المراد بقوله : ل"ما خلق الله خلقا أكرم عليه من العقل"(1) .
والأخير هو المراد بقوله: "إذا تقرب الناس بأبواب البر، فتقرب أنث بعقلك"(2).
وهذه العلوم كأنها مضمنة في تلك الغريزة بالفطرة، ولكنها تظهر إلى الوجود إذا جرى سبب يخرجها إلى الوجود، كالدهن في اللوز وماء الورد في الورد، ولذلك قال الله تعالي: وإذ أخذ ريك من بني ءادم من ظهورهر ذرينهم وأشهدهم عل أنفسهم ألست بريكم قالوا لى [الاعراف: 172) والمراد به : إقرار نفوسهم لا إقرار السنتهم، فإنهم انقسموا في إقرار الألسنة لما وجدت، ولذلك قال: { فطرت ألله القى فطر الناس عليها) [الروم: 30) أي: إن كل آدمي فطر على الإيمان بالله ومعرفة الأشياء على ما هي عليه ثم من الناس من آعرض فنسي، وهم الكفار، ومنهم من أجال خاطره فذكر، فكان كمن خمل شهادة فنسيها ثم تذكرها، ولهذا قال تعالى: لعلكر تذكرون} (الأنعام: 152) ول{ وليذكر أولوا الألبب) [إبراهيم: 52) وهذا تذكر (1) أورده العراقي في المغني عن حمل الأسفار 85/1 و16/3، وقال: رواه الحكيم الترمذي في النوادر باسناد ضعيف من رواية الحسن البصرى. وذكره الزبيدي في الإتحاف 461/1 و1/7. والفتني في تذكرة الموضوعات: 29.
(2) أورده الذهبي في ميزان الاعتدال (625) في ترجمة أحمد بن المفضل الكوفي، وقال: قال الأزدي: منكر الحديث. وذكره الزبيدي في الإتحاف 475/1 .
Страница 78