124

Минхадж аль-Касидин

Жанры

============================================================

(2) منهاج القاصدين وشضيد الصادفين الباب الثالث في الشروط الباطنة من أعمال القلب واعلم آن جميع العبادات ما عدا الصلاة قد لا يقدح فيها عدم حضور القلب؛ لأن الابتلاء بها يحصل مع عدم حضوره، كالحج؛ فإنه أفعاك شاقة وإن لم يحضر القلب، والزكاة؛ فإنها إخراج مال محبوب، والصوم؛ فإنه ترك شهوات النفس.

فأما الصلاة، فإنها تشتمل على أذكار ومناجاة وأفعال، ومع عدم حضور القلب لا يحصل المقصود بالأذكار والمناجاة؛ لأن النطق إذا لم يعرب عما في الضمير كان هذيانا، وكذلك لا يحصل المقصود من الأفعال؛ لأنه إذا كان المقصود من القيام الخدمة، ومن الركوع والسجود الذل والتعظيم، ثم كان القلب غائبا عن ذلك لم يحصل المقصود، كما لو كان بين يدي الإنسان صنم وهو غافل عنه لجاز أن يقال إنه معظم للصنم، فلما لم يقل ذلك دل على أن العمل على القصد بالفعل، ومتى خرج الفعل عن مقصوده بقي صورة لا اعتبار بها، وقد قال الله عز وجل: ولن ينال الله لحومها ولا وماؤها ولكن يناله النقوى منكم} [الحج: 37) .

والمقصود: أن الواصل إلى الله عز وجل هو الوصف الذي استولى على القلب حتى حمل على امتثال الأوامر المطلوبة.

فإن قيل: أفتبطل الصلاة مع غيبة القلب؟ قلنا: لا بد من حضور في الدخول في الصلاة ينسحب حكمه على باقيها، فتسامح(1) الشرغ في غفلة تظرأ، وأوجب سجود السهو فيما وقعت الغفلة عن الإتيان به، فالحضور حين الدخول كرمق الروح في البدن، وبقدر قوته تنبسط الروح في آخر الصلاة، وبقدر ضعفه تضعف قوى ذلك الحي، وكم قد رأينا من حي لا حراك به.

(1) في (ظ): لافسامح".

Страница 124