333

Путь благочестивых в науке калама

كتاب منهاج المتقين في علم الكلام(للقرشي)

وبعد، فقد وقع الإجماع على وجوب الرضى بقضاء الله، ووقع الإجماع على قبح الرضى بالمعاصي، وأخبر الله عن نفسه أنه لا يرضى الكفر، وجاء في الحديث: ((من لم يشكر نعمائي ويصبر على بلائي ويرضى بقضائي فليتخذ ربا سواي)).

وبعد، فوقع الإجماع أيضا على أن قضاء الله حق لقوله تعالى /223/: {والله يقضي بالحق} ووقع الإجماع على أن الكفر باطل كما قال تعالى: {وزهق الباطل} فلو كانت المعاصي بقضائه لكانت حقا.

وبعد، فإذا جاز القضى بالمعاصي بمعنى الخلق جاز أيضا القضاء بها، بمعنى الأمر؛ لأنه ليس الأمر بالكفر بأبلغ من فعله في الكافر ومنعه من الإيمان.

وبعد، فقد قال تعالى: {وكان أمر الله قدرا مقدورا}، فلو كانت المعاصي من القدر لكانت أمر الله، والمخالف لا يقول بذلك.

فصل [في بيان من القدرية]

اتفق الناس على أنه اسم ذم لما ورد الأثر بذمهم ولعنهم والنهي عن مجالستهم وتشبيههم بالمجوس، وعندنا أنهم المعنيون به وعندهم أنا المعنيون به.

ودليلنا اللغة، والمعنى والآثار.

أما اللغة فهو أن الاسم إنما يشتقه أهل اللغة لمن أثبت الشيء لا لمن نفاه، والخصوم أثبتوا القدر بالمعنى المختلف فيه، ونحن ننفيه وهم أحق بهذا الاسم، كما أن الموحد من أثبت الواحد، والثنوي من أثبت الثاني، والمجسم من أثبت التجسيم، والمجبر من أثبت الجبر، والعدلي من أثبت العدل، وأشباه هذا كثير، فكذلك القدري لمن اثبت القدر، ولو كان اسما لمن نفاه لكان المسلمون ثنوية؛ لأنهم ينفون الثاني.

فإن قالوا: أنتم القدرية لأنكم تثبتون القدر على أفعالكم، فالاسم من القدرة.

Страница 339