313

Путь благочестивых в науке калама

كتاب منهاج المتقين في علم الكلام(للقرشي)

والجواب: لم يبين ما ذلك الفعل وهو عندنا بالإرسال والبعث على الطاعة والترغيب فيها والترهيب من طاعة الشيطان واللطف في جميع ذلك. على أن ظاهرها يبطل مذهب القوم؛ لأن الله جعل فضله سببا في كونهم لا يتبعون الشيطان، وعند الخصم أن اتباع الشيطان من فعله تعالى.

ومنها: قوله: {كذلك يضرب الله الحق والباطل}.

والجواب: ليس الضرب بمعنى الخلق في اللغة قط، وإنما يستعمل في معان، أحلها: الضرب المؤلم وهو غير مراد بالاتفاق.

وثانيهما الضرب الذي هو أخص من النوع، وليس مرادا أيضا.

وثالثها ضرب المثل، وهو المراد هنا تقديره: كذلك يضرب الله المثل للحق والباطل.

ومنها قوله: {فأقم وجهلك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها}، قالوا: فالله فطر الناس على الدين، فدل على أنه من فعله.

والجواب: ليس في الظاهر أن الدين فطرته ، ولو كان كذلك لكان يقتضي أن يكون كل الناس فطروا على الدين، وعند الخصوم أن أكثر الخلق فطروا على الكفر، ولأنه لو كان كما قالوا لكان قد بدل خلق الله؛ لأن المبدلين لدين أكثر من أن يحصوا، ولأنه لو كان كما قالوا لكان التقدير: فأقم وجهك للدين، وقد خلقتك كذلك ، وهو بمنزلة أن يقول: كن طويلا، وقد خلقتك كذلك، وإذا سقط تعلقهم بالآية، فالمعنى فطرة الله التي فطر الناس عليها؛ لأنه تعالى ما أنشأهم وابتدعهم إلا لعبادته، كما قال: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}، ونظيره قوله عليه السلام: (كل نسمة تولد على الفطر..) الخبر، وقوله عليه السلام: (كل مولود يولد على الفطرة، وإنما أبواه يهودانه ويمجسانه).

Страница 319