============================================================
وأما العدة على عبادة الله تعالى : فإذا كان مراده ذلك. . فلا يكون رياء .
وكذلك ما يتصل بأمر الآخرة وأسبابها ويصير قصده قطعا لذلك، فإن أريد بعمل الخير هلذا النوع. . فلا تكون تلك الإرادة رياء ؛ لأن هلذه الأمور تصير بتلك النية خيرا ، وتصير في حكم أعمال الآخرة ، ولا تكون إرادة الخير رياء .
وكذلك إن أردت أن يكون لك تعظيم عند الناس ، أو محبة عند المشايخ والأئمة ، ويكون قصدك من ذلك التمكن من تأييد مذهب الحق، والرد على أهل البدع، والنشر للعلم أو حض الناس على العبادة ونحو ذلك، دون أن تقصد بذلك شرف نفسك من حيث هي أو دنيا تنالها.. فإن هذه كلها إرادات سديدة، ونيات محمودة، لا يدخل شيء منها في باب الرياء؛ إذ المقصوذ منها أمر الآخرة بالحقيقة واعلم : أني سألت بعض مشايخنا عما يعتاده أولياؤنا من قراءة (سورة الواقعة) في أيام العسرة؛ أليس المراد بذلك أن يدفع الله تعالى تلك الشدة عنهم ، ويوسع عليهم بشيء من الدنيا على ما جرت به العادة؟ فكيف تصخ إرادة متاع الدنيا بعمل الآخرة ؟!
فقال في جوابه رحمه الله كلاما معناه : إن المراد منهم أن يرزقهم الله قناعة أو قوتا يكون لهم عدة على عبادة الله تعالى وقوة على درس العلم ، وهلذه من جملة ارادات الخير دون الذنيا : واعلم : أن هذه السيرة - أعني : قراءة هلذه الشورة عند الشدة في أمر الرزق والخصاصة - إنما هو شيء وردت به الأخبار المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة رضي الله عنهم(1)، حتى إن ابن مسعود رضي الله عنه
Страница 230