272

============================================================

ويستوي المؤمثون كلهم في المعرفة واليقين والثوئل والمحبة والرضاء والخوف والرجاء....0.

على نفسك"(1)، وكان عليه الصلاة والسلام يستغفر بعد فراغ العبادة إيماء إلى أنه مقصر في أداء حق الطاعة، كما يشير إليه قوله تعالى: كلالتا يقض ما أمو [عبس: 23].

ويتفرع على هذا التحقيق قول الإمام الأعظم على وجه التدقيق (ويستوي المؤمنون كلهم في المعرفة)، أي في نفسها (واليقين)، أي في أمر الدين (والتوكل)، أي على الله تعالى دون غيره (والمحبة)، أي لله ال ورسوله (والرضاء)، أي بالتقدير والقضاء (والخوف)، أي من غضبه وعقوبته (والرجاء)، أي لرضائه ومثوبته.

اعلم أنه يجب على العبد أن يكون خائفا راجيا لقوله تعالى: { أمن هو قنث ،اناء أليل ساجدا وقايما يحذر الآخرة ويرجوا رخمة ريه) [الزمر: 9]، وقوله تعالى: يدهون ريهم خوفا وطمعا} [السجدة: 16]، والتحقيق أن الرجاء يستلزم الخوف، ولولا ذلك لكان أمنا؛ والخوف يستلزم الرجاء، ولولا ذلك لكان قنوطا ويأسا؛ فالخوف المحمود الصادق ما حال بين صاحبه وبين محارم الله سبحانه، فإذا تجاوز ذلك خيف منه اليأس والقتوط؛ والرجاء المحمود رجاء رجل عمل بطاعة الله تعالى على نور من الله فهو راج لمثوبته، أو رجل أذنب ذنبا ثم تاب منه إلى الله فهو راج لمغفرته. أما إذا كان الرجل متماديا في التفريط والخطايا ويرجو رحمة الله تعالى بلا عمل، فهذا هو الغرور والتمني والرجاء الكاذب.

(1) مسلم صلاة 272، وابوداودصلاة 148، والترمذي دعوات 75، وابن ماجه، دهاء3 .

Страница 272