============================================================
قال لهم موسى: { ألريروا أنه لا يكلمهم ولا يمديهم سييلا) [الأعراف: 148] لم يجيبوا بأن ربك لا يتكلم أيضا، فعلم أن نفي التكلم نقص يستدل به على عدم ألوهية العجل، وغاية شبهتهم آنهم يقولون: يلزم منه التشبيه والتجسيم، فيقال لهم: إذا قلنا إنه تعالى يتكلم كما يليق بجلاله انتفت شبهتهم؛ ولقد قال بعضهم لأبي عمرو بن العلاء أحد السبعة من القراء: أريد أن تقرأ: وكلم الله موسى} [النساء: 164] بنصب اسم الله ليكون ال موسى هو المتكلم لا سبحانه، فقال له أبو عمرو: هب آني قرأت هذه الاية كذا، فكيف تصنع بقوله تعالى: { ولما جماء ثوسى لعيقلينا وكلمه رير [الأعراف: 143]، فبهت المعتزلي.
ثم أفضل نعيم الجنة رؤية وجهه وسماع كلامه، فإنكار ذلك إنكار لروح الجنة الذي ما طابت لأهلها إلا به، كما أن أشد العذاب للكفار عدم تكليمه لهم ووقوع الحجاب كما أخبر عنهم بقوله تعالى: { ولا يكلمهم الله يوم القيكمة) [البقرة: 174]، أي تكليم تكريم، وقال في آية أخرى لهم أخسثرا فيها ولا تكلمون} [المؤمنون: 108]، وبقوله تعالى: كلا إنهم عن ريهم يومهذ لمحهويود} [المطففين: 15] .
وأما استدلالهم بقوله سبحانه: {الله خللق كل شيء} [الرعد: 16] والقرآن شيء فيكون داخلا في عموم كل شيء فيكون مخلوقا فمن أعجب العجب. وذلك أن أفعال العباد كلها عندهم غير مخلوقة لله تعالى، وإنما يخلقها العباد جميعها لا يخلقها الله تعالى، فأخرجوها من عموم كل وأدخلوا كلام الله في عمومه مع آنه صفة من
Страница 114