============================================================
وفي البيت من أنواع البديع ثاني أقسام التناسب ، وهو : تشابه الأطراف بأن تتناسب معانيها؛ إذ النجابة آخره يناسبها إلف ما ذكر؛ لأنها السبب في ذلك، وثالث أقسامه أيضا، وهو: مناسبة اللفظ للمعنى في الرقة والسهولة ، أو الشدة والصعوبة، ومنه حديث : " ألا أخبركم پأهل الجنة؟ كل ضعيف متضعف أغبر ذي طمرين ، لو أقسم على الله.. لأبره ، ألا أخبركم بأهل النار؟ كل جغظري جواظ مستخبر "(1) فأتى مرة من أوصاف أهل الجنة بما يناسب حالهم من الرقة والانكسار، ومرة من أوصاف أهل النار بما يناسب حالهم من الشدة والغلظة والإباء والترفع عن قبول الحق، وألفاظ البيت تناسب معناه في السهولة وحسن السبك والانقطاع عن النظير.
وقوله : (وهكذا النجباء) تذييل، وهو: تعقيب الجملة بأخرى تشتمل عليها للتاكيد، وهو ضربان: أحدهما- وهو ما هنا-: ما خرج مخرج المثل، نحو: ( وهل تحرى إلا الكفور كما مر.
ح ال وإذا حلت الهداية قلبا نشطث للعبادة ألأعضاء ال (و) إنما كان هذا شأن النجباء من الأنبياء ثم صالحي آممهم؛ لما هو المستقر المعلوم أنه (إذا حلت الهداية) وهي هنا بمعنى : الوصول إلى الحق لا الدلالة عليه فقط، ومن الأول : { إنك لاتهدى من أحببت} أي : لا توصله ، ومن الثاني : { وأما تمودفهدينهم} أي : دللناهم ولم نوصلهم ، بدليل : { فاستحبوا العمى على الهدى} إذ لو وصلوا.. لم يستحبوا ذلك (قلبأ نشطت للعبادة(2) الأعضاء) لأن القلب هو رئيس البدن المعول عليه في صلاحه وفساده، ومن ثم صح عنه صلى الله عليه وسلم آنه قال : " إن في الجسد مضغة ، إذا صلحث.. صلح الجسد كله ، وإذا فسدث.. فسد 1/ 101) وغيرهم (1) أخرجه البخاري (4918) ومسلم (2853)، والترمذي (2605)، وأحمد (145/3)، والطبراني في " الكبير" (235/3)، والجواظ: الجموع المنوع، أو كثير اللحم المختال في مشيته، والجظري : الفظ الغليظ المتكبر.
(2) في (د) : (في العبادة)
Страница 88