83

Минхадж Маккийя

Жанры

============================================================

وأما قول الرازي : وقوعه في حال الطفولية مشكل؛ لأنه معجزة وهي لا يجوز تقدمها على النبوة؛ لأن الذي عليه اكثر أهل الأصول اشتراط اقتران المعجزة بالتحدي. فمردود بأن هذا من باب الإرهاص لا المعجزة، ونظائر ذلك كثيرة.

قيل : وهذا الشق هو المراد بقوله تعالى : { ألرنشرخ لك صدرك} تبيه أول: ثبت شق صدره الشريف مرة أخرى عند مجيء جبريل له بالوحي وهو بغار حراء كما يأتي، وممن رواها الطيالسي والحارث في مسنديهما"(1) وكذا أبو نعيم، ولفظه : إن جبريل وميكائيل شقا صدره وغسلاه ثم قالا اقرأ بأس ربك.

الآيات، والحكمة فيه : كمال التهيؤ والتقوي على ما يلقى إليه من القول الثقيل بقلب قوي في اكمل أحوال التطهير.

وثبت مرة أخرى - تواردت بها الروايات خلافا لمن أنكرها - ليلة الإسراء، ففي "البخاري" وغيره : (أنه شق قلبه فيها وهو بالمسجد قبل آن يخرج به إلى ركوبه البراق، فشق من ثغرة نحره إلى عانته فاستخرج قلبه، ثم غسل في طست ذهب - أي: لأن تحريم الذهب إنما كان بعد، على أن الغالب في أحوال تلك الليلة أنه من أحوال الغيب، فيلحق بأحكام الاخرة- مملوء حكمة وإيمانا، ثم حشي- آي: وتجسيم المعاني جائز، ومنه الرواية الصحيحة بذبح الموت - ثم أعيد)(2) وحكمة هذا الشق: التهيؤ للرقي إلى الملأ الأعلى، والتقوي على استجلاء ما شاهد تلك الليلة، ولمالم يتفق هلذا لموسى عليه السلام.. لم يطق الرؤية وجميع ما ورد من الشق وإخراج القلب وغيرهما.. يجب الإيمان به وإن كان خارقا للعادة، ولا يجوز تأويله؛ لصلاحية القدرة له، ومن زعم ذلك.. وقع في هوة المعتزلة في تأويلهم نصوص سؤال الملائكة وعذاب القبر ووزن الأعمال والحوض والشفاعة وغير ذلك بالتشهي، فقبح الله هلؤلاء ومن تبعهم: وقد رمي إيراهيم عليه السلام في النار فكانت عليه بردا وسلامأ، وهذذا الشق أبلغ في الصبر والكرامة مما وقع لإسماعيل عليه السلام، فإنه مقدمات ذبح لا حقيقته كما (1) مسند الطيالسي (1539) (2) البخاري (3787)

Страница 83