============================================================
وقطب الرحى: ما يدور عليه، ويسمى أمير الجيش قطب رحى الحرب؛ لأنها انما تدور عليه واستفيد من ذلك: أنها مركز دائرة الوجود، فهي نقطة الكون المخلوق لأجله ابتداء، والمتصرف فيه انتهاء وبين (المحراب) و( الحرب) تجنيس الاشتقاق(1).
وأراه لؤلم يسكن بها قب ل حراء ماجث به الدأماء (وأراه) أي: أعلم أنه صلى الله عليه وسلم (لو) هي مع شرطها وجوابها سدت مسد المفعول الثاني، ويصح: أن (ماجت) هو المفعول، وجواب (لو) محذوف دال عليه (ماجت) واعلم: أن الكلام على (لو) كثر اختلاف العلماء فيه، وقد أوردت هنا خلاصته؛ لأنه مما يضطر إلى معرفته، فأقول : هي شرط للماضي غالبا، واختلفت عبارات النحاة في معناها حتى قيل : إنهم لم يفهموه قال سيبويه : هي حرف لما كان سيقع لوقوع غيره وقال البصريون: حرف امتناع لامتناع، واختلف في مرادهم بذلك فقال ابن الحاجب: (مرادهم : امتناع الشرط لامتناع الجواب ، لا عكسه؛ لأن انتفاء السبب لا يدل على انتفاء مسيه؛ لجواز أن يكون للشيء أسباب، واستدل لذلك بقوله تعالى: { لو كان فيهما عالهة إلا الله لفسدتا) لأنها مسوقة لنفي تعدد الآلهة بامتناع الفساد، لا عكسه؛ إذ لا يلزم من انتفائها انتفاؤه؛ إذ المراد : فساد نظام العالم عن حالته، وذلك جائز أن يفعله الاله الواحد سبحانه وتعالى) اه وردوا عليه وأطالوا، وصوبوا: أن المراد : امتناع جوابها لامتناع شرطها، كما هو المتبادر للأفهام، واعترض ذلك بأن الجواب قد لا يمتنع في أماكن كثيرة، نحو (1) كذا في النسخ، ولعل الصواب: تجنيس شبه الاشتقاق.
Страница 310