وقالت الدكتورة بنت الشاطىء في ص 137 من كتابها بطلة كربلاء في وصف رحلتها الى مصر : لقد بزغ هلال شعبان من سنة احدى وستين في اللحظات التي وطأت فيها السيدة ارض النيل فاذا جموع من الناس قد احتشدت لاستقبالها وساروا في موكبها حتى بلغوا قرية بلبيس ، فقابلتهم هناك جموع آتية من عاصمة الوادي الأمين ومسلمة بن مخلدة الانصاري امير مصر في وفد من أعيان البلاد وعلمائها قد خرجوا لاستقبال ابنة الزهراء وأخت الإمام الشهيد ، فلما أطلت عليهم بطلعتها المشرقة بنور الاستشهاد والنبوة اجهشوا بالبكاء والنحيب ، ومضوا بركبها حتى اذا بلغوا العاصمة مضى بها مسلمة بن مخلد الى داره فأقامت بها قرابة عام لم تر خلاله الا عابدة متبتلة ، وكانت وفاتها عشية الاحد لاربع عشرة مضين من رجب عام 62 على أصح الأقوال على حد تعبير بنت الشاطىء.
وأكثر الذين يدعون بأن المرقد الموجود في مصر هو مرقدها يدعون ان خروجها من المدينة كان بعد رجوعها من السبي اليها باشهر معدودات وفي الشطر الاخير من سنة 61 بالذات وأن يزيدا اخرجها من المدينة لان بقاءها بها كان يشكل خطرا على دولته وانها كانت تعمل لاعداء اهل المدينة وغيرهم من المسلمين للثورة ، ولم يسجلوا موقفا لزوجها ولا لاحد من اولادها والعلويين والطالبيين من رحلتها ولم يذكروا ان احدا منهم كان معها في منفاها.
ويبدو بعد التتبع ان القائلين بأنها توفيت في مصر ودفنت فيها اكثر من القائلين بأن المرقد الموجود في ضاحية الشام هو مرقدها وان ابن عساكر في تاريخه الكبير وابن طولون الدمشقي في رسالته الزينبية كانا اول من تعرض لمرقدها على هذا النحو ودونه من بعدهما الشعراني في كتابه لواقح الأنوار والشيخ محمد الصبان في اسعاف الراغبين ، والشبلنجي في كتابه نور الابصار والشبراوي في الاتحاف ، الى غير ذلك ممن تأخر عنهما من المؤلفين ، في حين ان المؤلفين والمؤرخين القدامى
Страница 134