ولم يختلف البصريون حتى اليوم في أن القول ما قال سيبويه، وأن الموضع ليس بموضع نصب، وأن هؤلاء الأعراب أعراب الحطمية الذين كان الكسائي يقوم بهم ويأخذ عنهم. ثم جاء ثعلب فاحتال وجها للنصب فقال: "وإنما أدخل الفاء في قوله: "فإذا هو إياها" لأن "فإذا" مفاجأة أي: فوجدته ورأيته، فـ "وجدت ورأيت" ينصب شيئين ويكون معه خبر؛ فلذلك نصبت العرب".
قلت: وهو وجه غير صحيح، ولو صح أن "فإذا=وجدت" لوجب أن يقال: "فإذا إياه إياها"، ولم يدَّعِ ذلك حتى الكوفيون.
بين الكسائي والبريدي ... ٣- بين الكسائي واليزيدي: لقد سلط الله على الكسائي من يثأر منه للأصمعي وسيبويه، فأذاقه على يد يحيى بن المبارك اليزيدي ما كان كفاء لعصبيته على البصريين. ويحيى هذا بصري قرأ على أبي عمرو بن العلاء والخليل بن أحمد، واتصل بخال المهدي يزيد بن منصور الحميري فأدب أولاده، وإليه نسب فقيل "اليزيدي". ولم يستطع الكسائي أن يغلبه بجاهه، فعاش حياته تنزل عليه منه الضربات في المناظرة والهجاء بالأشعار. ثم كان مؤدب المأمون كما كان الكسائي مؤدب الأمين، وإليك مجلسين من مجالسهما أولهما قبل مناظرة سيبويه وثانيهما بعدها:
بين الكسائي والبريدي ... ٣- بين الكسائي واليزيدي: لقد سلط الله على الكسائي من يثأر منه للأصمعي وسيبويه، فأذاقه على يد يحيى بن المبارك اليزيدي ما كان كفاء لعصبيته على البصريين. ويحيى هذا بصري قرأ على أبي عمرو بن العلاء والخليل بن أحمد، واتصل بخال المهدي يزيد بن منصور الحميري فأدب أولاده، وإليه نسب فقيل "اليزيدي". ولم يستطع الكسائي أن يغلبه بجاهه، فعاش حياته تنزل عليه منه الضربات في المناظرة والهجاء بالأشعار. ثم كان مؤدب المأمون كما كان الكسائي مؤدب الأمين، وإليك مجلسين من مجالسهما أولهما قبل مناظرة سيبويه وثانيهما بعدها:
1 / 51