اصطحب معه الكسائي ومحمد بن الحسن الشيباني، فاتفق أن ماتا سنة ١٨٩ في يوم واحد، فقال الرشيد: "دفنت الفقه والنحو في يوم واحد"١.
وأما الفراء فقد قرأ بالبصرة على يونس بن حبيب ثم قرأ على الرؤاسي، ثم لازم الكسائي في بغداد، والذي حثه على الخروج إلى بغداد شيخه الرؤاسي.
ولندع الفراء نفسه يحدثنا بأول أمره ببغداد قال:
قال لي الرؤاسي: "قد خرج الكسائي "إلى بغداد" وأنت أسن منه" فجئت إلى بغداد فرأيت الكسائي فسألته عن مسائل من مسائل الرؤاسي، فأجابني بخلاف ما عندي، فغمزت قوما من علماء الكوفيين كانوا معي، فقال: "ما لك قد أنكرت؟ لعلك من أهل الكوفة؟ " فقلت: "نعم" فقال: "الرؤاسي يقول كذا وكذا وليس صوابا، وسمعت العرب تقول كذا وكذا، حتى أتى على مسائلي فلزمته" ا. هـ١.
والطريف تشاد البصريين والكوفيين في قراءة الفراء على يونس بن حبيب البصري أستاذ سيبويه تشادا على غير المنتظر، فالكوفيون يزعمون أنه استكثر عنه والبصريون يدفعون ذلك. ثم كان الفراء "زائد العصبية على سيبويه وكتابه تحت رأسه".
صنف "معاني القرآن" الذي قال فيه مادحه: "لم يعمل أحد قبله مثله، ولا أحسب أن أحدا يزيد عليه"٢.
_________
١ بغية الوعاة.
٢ الفهرست ص٩٦.
1 / 43