284

От передачи к творчеству

من النقل إلى الإبداع (المجلد الثاني التحول): (٣) التراكم: تنظير الموروث قبل تمثل الوافد - تنظير الموروث - الإبداع الخالص

Жанры

ووضع نوعا من «لسان العرب» لم يتم.

ففي رسالة «رفع المضار الكلية عن الأبدان الإنسانية أو تدارك أنواع الخطأ الواقع في التدبير» لابن سينا (428ه).

33

يحصي الأمراض الكلية بداية بالكليات كما هو الحال في الفلسفة، ويؤسس الطب على المنطق. ويدل تعبير «الأبدان الإنسانية» على النزعة الإنسانية في الطب. فالأبدان ليست مجرد آلات عضوية صرفة. كما أن النصف الثاني من العنوان يشير إلى الطب الوقائي السابق على الطب العلاجي. ويصف ابن سينا أنواع الخطأ في الهواء والحمام والطعام والماء والمشروبات والحركات والاستفراغ. وتخلو الرسالة من الوافد والموروث تماما، وابن سينا قادر على ذلك وهو المعروف بإخفاء مصادره. يرجع في التفصيلات إلى الأدبيات السابقة. ويكتفى برصد الأمور الكلية تصنيفا وجمعا. يبدأ بالقول. فهو المؤلف وليس الآخر، ويعبر في تركيز شديد، متوجها نحو العمل، واضعا الطب في بيئته، مكتشفا الطب الجغرافيا أو الجغرافيا الطبية، ومدركا أهمية الحمام في العلاج. يحيل اللاحق إلى السابق، والسابق إلى اللاحق لبيان وحدة الفكر. ويتحدد الغرض الكلي للرسالة ومسارها البرهاني دون تكرار ما هو معروف سلفا. وهو شرط الإبداع. وبين البسملة والحمدلة التقليديين يتم الانتقال من مدح الله إلى مدح السلطان.

34

وتخلو «رسالة الأدوية القلبية» له أيضا من الوافد والموروث، باستثناء الحديث عن الحكماء والأطباء على العموم. وتعتمد على العقل الخالص والرؤية الفلسفة العامة التي يتأسس عليها علم الطب مثل نظرية الخلق، ومفهوم الحياة، ودور الأفلاك والأجسام السماوية. وكل شيء في بدن الإنسان خلقه الله لوظيفة. فغائية الله هي غائية الطبيعة.

35

ويجد ابن سينا البرهان على ذلك، ويزيل تناقض الفكر، ويحدد معاني الألفاظ، وينعى جهل الأطباء، ويتحدث بضمير المتكلم.

36

ومع البسملة والحمدلة كالمعتاد يتم الانتقال بسهولة من مدح الله إلى مدح السلطان.

Неизвестная страница