От переноса к творчеству. Том 2: Трансформация
من النقل إلى الإبداع (المجلد الثاني التحول): (٢) التأليف: تمثل الوافد - تمثل الوافد قبل تنظير الموروث - تمثل الوافد بعد تنظير الموروث
Жанры
ويعتذر ابن الهيثم عن بعض أخطاء بطليموس؛ لأن بطليموس نفسه يعتذر عنها ويدخل في فكره، ويصف كيف يتأمل ويفكر ويستدل، بل يتوجه ابن الهيثم إلى مصادر بطليموس عند أرسطو والتمييز بين القول بالحركة عند كل منهما. يبين قصد أرسطو وقصد بطليموس ومدى اتفاقهما واختلافهما؛ فابن الهيثم يقوي النصين معا، ويهيمن عليهما كما يهيمن القرآن على الإنجيل والتوراة، يصدق مضمونهما ويصحح ألفاظهما.
6
ويدل ذلك على أن بطليموس هو الذي يشرح ابن الهيثم، وأن ابن الهيثم هو الدارس، ويستعمل أقوال بطليموس تأييدا له إن كانت مطابقة، أو نقدها ومراجعتها وتصحيحها إن كانت مخالفة؛ لذلك يكثر تردد ألفاظ: صحيح، تصحيح، غلط، خطأ. فابن الهيثم يترك النص ويتجه نحو الموضوع حتى يراه، ثم يعود إلى النص ليراجعه على الموضوع.
7
هنا يرتبط تمثل الوافد بالشرح، إلا أن تمثل الوافد تجاوز للشرح إلى مستوى آخر؛ فهو أول مرحلة من مراحل التأليف، في حين أن الشرح مجرد فهم له على ما هو عليه.
وإن خطأ «مولاي الشيخ» هو تصديق بطليموس في كل شيء، ولكنه يصدق بطليموس من غير برهان ولا حجة، بل تقليدا ونقلا، وكأن أصحاب الحديث لا يصح أن يكونوا علماء لأنهم مجرد نقلة عن الرسول، تعودوا على منهج النقل ، وليس على منهج البرهان كما هو الحال عند أصحاب التعاليم. ويصعب عليه تغليط بطليموس وكأنه نبي، مع أن لبطليموس أغلاطا كثيرة في مواضع كثيرة من كتبه؛ فكثير من أقواله في المجسطي متناقضة، يضع أصولا للهيئات ثم يناقضها، وقد كان في نية ابن الهيثم تأليف كتاب في علم الهيئة يرصد فيه أغلاط بطليموس، كما أن له أغلاطا في كتاب المناظر والبرهان على أشكال المرايا. معاني كتاب «الاقتصاص» يبطل أكثرها ويضعف. وألف ابن الهيثم منشورين في العاجل يبين غلط بطليموس في ذلك التدوير.
8 (ب) وفي «الشكوك على بطليموس» يتقدم بطليموس على الإطلاق كي يصبح هو العلم الوحيد، ويتقدم المجسطي ثم الاقتصاص ثم المناظرة.
9
ولا يعني تمثل الوافد مجرد القبول والاستيعاب والتعلم، بل يعني الشك في الوافد ونقده وتجاوزه، كما يدل العنوان؛ من أجل القضاء على تقليده، وتحوله إلى اعتقاد مضاد لتقدم العلم. وقد استمر هذا التيار النقدي للوافد حتى في العصور المتأخرة.
10
Неизвестная страница