От переноса к творчеству. Том 2: Трансформация

Хасан Ханафи d. 1443 AH
150

От переноса к творчеству. Том 2: Трансформация

من النقل إلى الإبداع (المجلد الثاني التحول): (٢) التأليف: تمثل الوافد - تمثل الوافد قبل تنظير الموروث - تمثل الوافد بعد تنظير الموروث

Жанры

68

وقد أخطأ ابن سينا في معنى المقول على الكل، يشير إليه في بداية المقال وفي نهايته، وظن أن هناك مقاييس اقترانية غير الحملية والشرطية، وجعل عددها كالحملية أو قريبا منها، وإخراج الحملية مثل الشرطية، وألف منها أقاويل ثم خلط الحمليات بها، وظن أنه بذلك قد زاد على أرسطو، وقد اقتبسها من المتفلسفين من النصارى وليس من المشائين. ابن سينا سارق وليس مبدعا، سارق من النصارى المتفلسفين وليس من المشائين، وإن كان له إبداع فهو منحرف تابع للفروع وليس للأصول. وظل تشكيك ابن سينا وانحرافه حتى زمان ابن رشد. والزمان كفيل بحل الشكوك حتى من أضعف الناس حكمة وأقلهم نظرا. التاريخ هنا عنصر إيجابي لكشف الحقائق، انتقالا من الزيف إلى الصدق، ومن الخطأ إلى الصواب. كتب ابن سينا مملوءة بالتشكيك على أرسطو خاصة في المسائل الكبار، ومن أراد التعلم فعليه تجاوز كتب الفارابي المنطقية وكتب ابن سينا الطبيعية والإلهية.

69

ويضع ابن رشد تقابلا بين لسانهم ولساننا، بين اليونانية والعربية، إحساسا بالتباين اللغوي، فما يسوغ في لسان اليونان قد لا يسوغ في اللسان العربي، بل يكون مستكرها؛ فاللسان العربي هو أساس الذوق اللغوي، استحسانا أو استكراها. ويبدأ المقال بالبسملة والصلاة والسلام على محمد وآله، والدعوة بالتيسير والرحمة، مع تحديد وقت الفراغ من التأليف، أربعة أعوام قبل أن ينتقل إلى الرفيق الأعلى؛ مما يدل على أن التأليف كان على فترات متباعدة وغير مرتبط بفترة معينة من حياته.

70

والسؤال الآن: ما دلالة هذه القضية؛ معنى المقول على الكل، اتفاق جهات النتائج مع جهات المقدمات؟ وما أهميتها؟ هل العلم للعلم؛ لذلك فضل الفقهاء الانتقال إلى العلم النافع بالرغم من محاولات نقل المنطق من المستوى الصوري إلى المستوى المادي بالأمثلة الفقهية والقياس الشرعي؟ (ه) و«في المقاييس المختلطة» يتقدم أرسطو، ثم الإسكندر، ثم ثاوفرسطس. ويحال إلى كتاب القياس لأرسطو. والفرق كلها يونانية، مثل المفسرين وقدماء المشائين والمتأخرين.

71

يبدأ ابن رشد بفحص غرض أرسطو في المقال بداية بالموضوع، ثم يبين مخالفة المشائين المتقدمين له، ومخالفة المشائين المتأخرين لأرسطو وللمتقدمين، ويرجع إلى الأصل مبينا تطابق أرسطو مع الخلف، ومخالفة المتقدمين له أقل من مخالفة المتأخرين. يحلل ابن رشد الموضوع وأرسطو يتفق معه وليس العكس. ابن رشد هو المشروح، وأرسطو هو الشارح. ابن رشد هو الذي يقول وليس أرسطو، ثم يعلن اتفاق الأمر في نفسه، أي الموضوع، كما حلله مع أقوال أرسطو، ومخالفة أقوال الشراح له وللموضوع على السواء، وهو أن المقاييس المختلطة من الوجودية والضرورية غير تامة، وأن جهات النتائج فيها تابعة لجهات المقدمات. ولا يكتفي ابن رشد بإعلان الحكم النهائي مثل القاضي، بل يعطي الحيثيات؛ أي تعليل الحكم، وكل حكم يقوم على علة كما هو الحال في منطق الأصول، وبناء على مقياسين، أقوال أرسطو والأمر نفسه؛ أي الأصل والفرع. مهمة ابن رشد إيجاد العلة وتعدية الحكم. ويستعمل أحيانا في منطق الحكم برهان الخلف؛ أي افتراض صحة موقف الشارح، ثم بيان مناقضة أرسطو له كنوع من الجدل في افتراض صحة أقوال الخصوم. ويتحدث في ضمير المتكلم المفرد «أما أنا فلست أدري»؛ مما يدل على أن الموضوع معاش في وعيه وليس مجردا، حتى ولو كان موضوعا منطقيا. وأحيانا يأخذ تأويل أرسطو الخاطئ، ويستخرج نتيجتين مستحيلتين منه من موقف الشراح، يونان ومسلمين؛ مما يدل على معرفة ابن رشد ببناء المذهب دون أن يكون الشراح طول الوقت على خطأ، وأرسطو طول الوقت على صواب، مرة لهم ومرة عليهم؛ فالغاية الوصول إلى الحق الذي يراه ابن رشد.

72

ويهدف ابن رشد إلى التوضيح؛ يضع مقدمات الاستدلال وينتهي إلى نتائجه، ولا داعي للتكرار. ومقياس معرفة أرسطو هو ظاهر قوله، والأمر في نفسه اللفظ والشيء. يقوم ابن رشد بتوضيح المعنى، وهو الرابطة بينهما؛ فمستويات التحقق ثلاثة: اللفظ والمعنى والشيء. اللفظ أي النقل، والمعنى أي العقل، والشيء أي الطبيعة؛ نظرا لاتحاد الوحي والعقل والطبيعة. والقول ليس مقصورا على أرسطو، بل ممتد أيضا إلى ابن رشد.

Неизвестная страница