От передачи к творчеству (том первый, Передача): (1) Запись: История – Чтение – Плагиат
من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (١) التدوين: التاريخ – القراءة – الانتحال
Жанры
42
وبعد عرض العلوم تعرض المؤلفات أولا والمؤلفين من خلال المؤلفات ثانيا؛ فالعلم هو الوحدة الأولى، والمصنفات الوحدة الثانية، والمصنفون الوحدة الثالثة على شكل هرمي، مع حرص على الترتيب الزماني بغية وصف النصوص الأولى قبل شروحها وملخصاتها. فالأعمال هي وحدة التحليل قبل أن تتحول إلى أقوال. تبدأ السيرة بالعمل ثم بالمؤلف، ثم تأتي أعماله بلغاتها المختلفة.
وأحيانا أخرى يأتي المؤلف بعد العلم ثم المؤلفات بعد المؤلفين، مع حرص على التوالي الزماني نظرا لعلاقة المريدين بالمشايخ وطبقا لمفهوم الطبقات حسب الأهمية العلمية وليس الترتيب الزماني؛ فالعلماء لهم أنساب مما يدل على التواصل بين الأجيال.
وعيب هذه الطريقة دخول المؤلف تحت أكثر من علم، فقه وتاريخ، فالشخصية متعددة الجوانب. وقد يوصف جسم المؤلف نحيفا أم بدينا، قصير القامة أم مديدا، كما هو الحال في وصف الطبري.
43
وأحيانا تذكر الأعلام دون مصنفاتهم إعلانا عن نوع جديد من التدوين، وهي الأعمال دون المصنفات.
والغاية من تدوين العلوم غاية عملية وليست غاية نظرية، لذلك تذكر الفوائد الدينية للعلوم. ليس القصد مجرد وضع العلوم في نسق كلي كما كان الحال عند المؤرخين والفلاسفة الأوائل، بل مجرد تحقيق منافع عملية لعصر متأخر يغلب عليه التدهور والانحطاط. ومن الأفضل في كلتا الحالتين تصنيف الأسماء في مجموعات أقل من أجل التعرف على المدارس الفكرية التي تعبر عن بنية العلم. وقد كانت المصنفات في القرنين الأول والثاني شفاها في الغالب، ثم تحولت إلى مدونات في القرنين الثالث والرابع على الأقل فيما يتعلق بعلوم القرآن. وبدأ التراكم الفلسفي في الظهور في الشروح والهوامش والتخريجات على النصوص الأولى داخل الموروث وليس فقط مع الوافد، بل وتتم ثلاثة أنواع من الشروح: الكبير والوسط والصغير، البسيط والوسيط والوجيز قبل ابن رشد بالرغم من أن الشرح خطوة إلى الأمام والتلخيص خطوة إلى الوراء. الشرح امتداد والتلخيص انقباض. وفي علم رواية الحديث، البداية بالتأليف وليس بالمؤلف، بالطريقة الأولى وليس بالطريقة الثانية. وفي حالة المؤلفين تذكر بعض التواريخ للميلاد أو الوفاة أو للحوادث الكبرى أو على العموم في أوائل القرن أو وسطه أو نهايته. ومعظمهم معمرون.
44
ومن الموروث تتصدر مؤلفات الغزالي ثم الرازي ثم ابن سينا ثم الفارابي ثم ابن حيان وابن الهيثم ثم الطوسي ثم ابن النفيس. ولا يذكر من مؤلفات ابن رشد والبيروني ومسكويه وابن باجة وابن طفيل وأبو بكر الرازي إلا مؤلفا واحدا لكل منهم.
45
Неизвестная страница