От переноса к творчеству (Том первый, Перенос): (3) Объяснение: Толкование – Резюме – Обобщения
من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (٣) الشرح: التفسير – التلخيص – الجوامع
Жанры
90
وقد اختلف القدماء في مبادئ الموجودات بين الوحدة والثنائية والكثرة وفي طبيعة كل منها. فقد اعتبر بعض القدماء أن هناك مبدأ واحدا ترد الكثرة إليه مثل الأجناس العامة، الواحد والموجود، وقد يكون الواحد صوريا مثل صور أفلاطون أو أعداد فيثاغورس. وقد يكون أصلا ماديا كما هو الحال عند الطبائعيين الأوائل مثل العناصر الأربعة، ويعطي ابن رشد بعدا لغويا جديدا، الأسماء المشتركة طبقا لتحليل اللغة عند المناطقة اليونان ومباحث الألفاظ عند الأصوليين المسلمين، ولم يقل أحد من القدماء باختلاف المبادئ غير الفاسدة، بعضها بفعل الفساد وبعضها بفعل الموجود. بل قالوا إن أوائل جميع الموجودات واحدة بأعيانها، بل إنهم قالوا إن الواحد الموجود شيء واحد دون معرفة أن ذلك اسم متواطئ أي ضرورة المدخل اللغوي لحل شكوك القدماء. فهي قراءة إسلامية لمعارك أرسطو مع القدماء من أجل إعادة التوازن في الشعور الفلسفي اليوناني وإيضاح ما ليس فيه من الأسماء المشتركة. الشرح هنا اكتشاف للتاريخ عند ابن رشد كما تم اكتشاف بنية التاريخ عند الفارابي في الجمع بين رأيي الحكيمين.
91
بالنسبة للمبادئ الكلية هناك الصور الأفلاطونية والأعداد عند فيثاغورس. اختلف القدماء حول طبيعة الأعداد هل هي مثل الصور أو مثل الموجودات أو هي متوسطة بين الاثنين. وعند البعض الآخر أن المبادئ أضداد. فالمضادة الأولى في العدد الكثير والقليل، وفي الأعظام المضادة الأولى المبادئ. فالأضداد تكون من شيء واحد. واعتقدوا أن الكون يكون من العدم. والقول بأن المبادئ امتداد غير كاف لتفسير الكون والفساد. ولا بد من إدخال أمر ثالث في التضاد وهو الموضوع الذي لم يقل فيه أحد قولا مستقيما ولا كيف صار موضوعا لذلك. لم يستطيعوا حل الشك لإبطال الكون ولا استطاعوا إعطاء علة الكثرة ووحدة العنصر والفاعل؛ لذلك قال أرسطو العلل ثلاثة، وأن أحد الضدين هو ما يدل عليه الحد وهو الصورة، والثاني عدم الصورة، والثالث هو الهيولى بالقوة، وكأن ابن رشد يشرح أرسطو شرحا جدليا. فبين المادة والصورة هناك القوة أو التحول من أحد الضدين إلى الآخر لإحداث مركب الموضوع.
92
واتفق آخرون على أن الموجودات قسمان؛ محسوسة وغير محسوسة. ويردهما أصحاب التعاليم إلى مبادئ معقولة واحدة ثم يردونها إلى الأمور المحسوسة وكأن الأعداد لها وجود متوسط بين المعقولات والمحسوسات، سماها ابن سينا مع الكثرة وليست بعدها كالمحسوسات أو قبلها كالمعقولات.
93
لقد حاول الفيثاغوريون الحديث في الموجودات حتى لا يكونوا أقل من الطبيعيين. فالحديث عن الطبيعة ميزة عند الطبيعي على الرياضي الذي يتهم بإنكار المحسوسات. وظن الطبيعيون أنهم وحدهم يفحصون في معرفة كلية الطبائع والهوية.
هناك مذهبان ووسط وهو الحق. الأول اختلاف اسم الجوهر على ماهية الشيء المادي (الطبائعيون)، والثاني على الكلي المحمول على الشيء، النوع أو الجنس، (أفلاطون) ثم يأتي أرسطو فيتوسط بين الجزئيات والكليات، بين الفردي والعام، وهو الحق، فأرسطو إسلامي يعرف قيمة التوسط. وابن رشد يوناني يشرح مسار التاريخ اليوناني. هذا التوسط عند القدماء ليس على مستوى اللغة كما هو الحال في الموروث بل على مستوى المعرفة والوجود، ثنائية الحس والعقل أو الجزئي والكلي.
94
Неизвестная страница