От переноса к творчеству (Том первый Перенос): (2) Текст: Перевод – Терминология – Комментарий
من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (٢) النص: الترجمة – المصطلح – التعليق
Жанры
لم تكن محاولة تعرف الشراح العرب على الشراح اليونان جريا وراء اليونان، بل من الحرص على التراث اليوناني كله أصلا وشرحا. وقد يدخل الشراح العرب في حوار مع أرسطوطاليس ومع الشراح اليونان، من أجل تركيب الجدل وبحث القضايا.
19
وتعتمد التعليقات أيضا على شراح أرسطو اليونان، الإسكندر، و«ثامسطيوس» ويحيى، وسمبليقيوس، فهل قام هؤلاء الشراح بأية عمليات حضارية تالية أم كانوا مجرد شراح؟ وإذا كانوا قاموا بنقل حضاري داخل الحضارة اليونانية طبقا لمراحل تطورها، فهل قاموا بذلك عن وعي أو عن غير وعي؟ ما يهمنا هو نقل النص من حضارة إلى أخرى وليس شرح نص داخل حضارته. ولماذا استعمل الشراح العرب الشراح اليونان؟ هل لأن الشراح اليونان أكثر إلهية من أرسطو؟ أم إنهم قاموا بنفس العمليات الحضارية بالنسبة إلى العقيدة المسيحية؟ لقد قام الشراح اليونان بتطويع النص حضاريا قبل الشراح العرب؛ وبالتالي وجد الشراح العرب أمامهم النص ممهدا سلفا، أو على الأقل نموذجا للتطويع؛ ومن هنا جاءت إشاراتهم المستمرة إلى الإسكندر، «قال الإسكندر» أو إلى غيره من الفرق اليونانية مثل الرواقيين. وتدل معظم هذه الإشارات إلى الإلهيات الغائية في النص اليوناني الأصلي.
20
ويظل السؤال قائما: هل كان للشراح اليونان مشروع حضاري مسيحي يوناني، أم كانوا مجرد أكاديميين، نشب بينهم باعتبارهم تلاميذ لأرسطو خلاف على المدرسة تأويلا وقيادة؟ صحيح أن الشراح اليونان؛ الإسكندر، وثامسطيوس، وسمبليقوس، ويحيى النحوى كانوا يونانيين وليسوا مسيحيين، ومع ذلك يظل السؤال: هل كان للجو المسيحي العام، الروح الجديدة للحضارة اليونانية، أثر على شراح اليونان؟ ويمكننا قراءة الشراح اليونان بإمعان أكثر؛ فلربما توجد عمليات حضارية وراء شروحهم، تكشف تطور ثمانية قرون، أربعة قبل الميلاد وأربعة بعد الميلاد. وتلك مهمة الباحث الأوروبي لمعرفة العمليات الحضارية من النص اليوناني إلى الشارح اليوناني؛ فهو أدرى بها ويعيشها أكثر منا؛ فتلك ثقافته الوطنية، كما تتم الإحالة إلى ثامسطيوس وإلى فرفوريوس.
21
وعندما يشار إلى أن الشارح يتكلم في موضوع «حسب رأي أرسطاطاليس»، فإن ذلك يعني استقلال الموضوع عن المؤلف، وأن المؤلف له رأي في الموضوع المستقل عنه. وهذا الموضوع فيه آراء متعددة لأرسطو ولغيره من الشراح. الشرح إذن بداية التمييز بين النص والمؤلف، حتى يستقل الموضوع عن الشارح نفسه على يد العارض أو الفيلسوف المبدع، كما استقل من قبل عن المؤلف. وأحيانا لا يذكر اسم المؤلف، فلا يهم أن كان أرسطو أم أفلاطون، المهم القول المستقل.
22
والشراح اليونان مثل الشراح المسلمين، ليسوا فقط شراحا بل هم أيضا مؤلفون،
23
Неизвестная страница