От переноса к творчеству (Том первый Перенос): (2) Текст: Перевод – Терминология – Комментарий

Хасан Ханафи d. 1443 AH
174

От переноса к творчеству (Том первый Перенос): (2) Текст: Перевод – Терминология – Комментарий

من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (٢) النص: الترجمة – المصطلح – التعليق

Жанры

Sarinx

مزامير مثل مزامير داود، وتعني في الأصل أنبوبة ثم أطلقت على مزمار الرعاة. وإذا سقط اسم أخيل من الترجمة اكتفاء بالخيرية، وتحول إلى اسم آخر أجاتون، فإن ذلك يتم بباعث إسلامي، وهو بيان الصلة بين الأخلاق والشعر.

ولا يخلو تحديد المصطلح من إشارات إلى الباري عز وجل، كما يفعل الكندي في تحديد مصطلح الاستعمال بأن الإرادة علته، وهو عدة خاطرات أخرى وحتى لا ينتهي إلى الدور، ترجع كل هذه العلل إلى فعل الباري، الذي جعل المخلوقات عللا لبعضها البعض؛ فالله هو مسبب العلية المتبادلة في الكائنات، وهو موضوع كلامي بين الدين والعلم؛ الدين لأن الله علة، والعلم لوجود علية متبادلة بين الكائنات. ويستعمل بعض المصطلحات الكلامية مثل إرادة المخلوقات، بالرغم من تعريفها العقلي ودون الحديث عن الخالق.

ومع ذلك فلا توجد مصطلحات كثيرة، مستمدة من العلوم النقلية عند الكندي، ومعظمها يعتمد على التحليل العقلي الخالص، ولكن تعريف الفلسفة مع الفضائل الإنسانية وهي أكبر التعريفات، تبين كيفية تعشيق الوافد في الموروث، وقراءة الوافد من منظور الموروث؛ فهو يبدأ بالقدماء كتلة واحدة أي التراث القديم، تراث الغير دون تشخيصه عند حكماء اليونان. والتعريفات الستة تتبع منهجا إسلاميا أصوليا، بداية بالمعنى الاشتقاقي والمعنى الغائي (فعلها )، وصلتها بباقي العلوم (علتها)، ثم موضوعها (عينها). وهي مقاييس التعريف في المقدمات النظرية في علم أصول الدين وعلم أصول الفقه الإسلامي. أما التعريف الثاني من حيث فعلها، فهي التشبه بأفعال الله بقدر طاقة الإنسان؛ كي يكون كامل الفضيلة، فإنه تعريف إسلامي صرف بإدخال البعد الجديد، التشبه بأفعال الله في الأخلاق، الإيمان والعمل الصالح، وهو ما قاله الصوفية، إسقاط الأوصاف الإنسانية والتحلي بالصفات الإلهية في نظرية «الإنسان الكامل»، وما قاله المتكلمون في وصف الذات والصفات والأفعال، ومحاولة إعادتها للإنسان حقيقة وإبقائها في الله مجازا، وليس تعريفا أفلاطونيا أو رواقيا. والمعنى الثالث، الفلسفة تعلم الموت، التقاء بين أفلاطون والإسلام؛ فالحقيقة بعد الموت، والعالم الحسي ظاهر، وكلاهما يقتضي الكمال الخلقي في الدنيا؛ فلا فرق بين الوافد والموروث في تحليل العقل.

18

العقل هو مكان الالتقاء بين الاثنين، البداية بالقدماء هو بداية بالتراث القديم الوافد قبل التحول إلى الجديد؛ البداية بالنقل قبل الإبداع. أما التعريف السادس والأخير للفلسفة فهو نفس التعريف الثاني، مع تشكل كاذب أكثر عقلانية؛ فبعد أن كانت الفلسفة هي التشبه بأفعال الله بقدر طاقة الإنسان؛ أي أن يكون الإنسان كامل الفضيلة، أصبحت علم الأشياء الأبدية أنياتها ومائياتها وعللها بقدر طاقة الإنسان؛ وبالتالي يتوحد الدين والأخلاق في الميتافيزيقا. وتبدو العلاقة بين الباري والعالم مثل العلاقة بين النفس والبدن، المركز بالمحيط، القمة بالقاعدة، الجوهر بالعرض طبقا للثنائية العقلية اليونانية، والتي تحولت إلى إيمان عقلي عند الحكماء، والإشارة إلى الباري عز وجل، وكشف عن مضمون التشكل الكاذب صراحة ودون الصورة العقلية.

أما تعريف الفلسفة بأنها معرفة الإنسان لنفسه، فليس من سقراط؛ نظرا لشهرته وأولويته التاريخية وترويجا للغرب المسيحي في أصوله الأولى، بل من القرآن

وفي أنفسكم أفلا تبصرون ، ومن حديث الرسول الذي يرويه الصوفية «من عرف نفسه فقد عرف ربه»، سواء كان صحيحا أو موضوعا؛ فالوضع يدل على صحة الفكرة من حيث المتن، ثم خلق سندها شعوريا، وسار في أثره المصلحون المعاصرون. ويمدح الكندي هذا التعريف بأنه شريف بعيد الغور، اعترافا بحق الأمم في اكتشاف التصورات والحقائق الإسلامية قبل الوحي . ويستدل الكندي عليه ببرهان شرف النفس، الذي يقوم على القسمة العقلية. وينتهي إلى أن الإنسان عالم أصغر، كما انتهى الحكماء وقرر إخوان الصفا فيما بعد. ولا يهم إذا كانت هذه التعريفات الأربعة أو الستة معروفة في العصر الوسيط في القرنين الخامس والسادس بعد الميلاد؛ أي قبل الكندي بأربعة قرون في كتب التفاسير من الشروح الفلسفية، وكأن الكندي فيلسوف مسيحي يستقي معلوماته من الكتب المقررة، إلا إذا كان غرض صاحب هذا الحكم الفخر والزهو بالاطلاع على الفلسفة الغربية المسيحية، وعلى أمهات الكتب المدرسية في أصولها الألمانية.

19

وكما تترجم بعض المصطلحات اليونانية بمصطلحات إسلامية، كذلك تترجم بعض المصطلحات الإسلامية بمصطلحات يونانية، جدلا متبادلا بين اللفظ والمعنى في كل من اللغتين اليونانية والعربية؛ مثال ذلك تعريف مصطلحات الملائكية والإنسانية والبهيمية وهي مصطلحات إسلامية، تحديد الملائكية بالحياة أو النطق والإنسانية بالحياة والنطق والموت، والبهيمية بالحياة والموت؛ فالحياة جامع بين المصطلحات الثلاثة، والنطق جامع بين الملائكية والإنسانية، والموت جامع بين الإنسانية والبهيمية؛ فالإنسان هو الذي يتصف بثلاث صفات تجمعه بين الملائكية والبهيمية.

Неизвестная страница