٢ - [وَبِهِ]، يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ ضُمْرَةَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
أُتِيَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِمُرُوطٍ، فَكَانَ فِيهَا مِرْطٌ جَيِّدٌ وَاسِعٌ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ هَذَا الْمِرْطَ لَثَمَنُ كَذَا وَكَذَا، فَلَوْ أَرْسَلْتَ بِهِ إِلَى زَوْجَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ صَفِيَّةَ بِنْتِ أَبِي عُبَيْدٍ، وَذَلِكَ حِدْثَانُ مَا دَخَلَتْ عَلَى ابْنِ عُمَرَ، فَقَالَ: ابْعَثْ بِهِ إِلَى مَنْ هُوَ أَحَقُّ بِهِ مِنْهَا، أُمُّ عُمَارَةَ نُسَيْبَةُ بِنْتُ كَعْبٍ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، يَقُولُ يَوْمَ أُحِدٍ: " مَا الْتَفَتُّ يَمِينًا وَلا شِمَالا إِلا وَأَنَا أَرَاهَا تُقَاتِلُ دُونِي ".
٣ - وَبِهِ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي الْمُنْذِرُ بْنُ سَعِيدٍ مَوْلَى لِبَنِي الزُّبَيْرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ، قَالَ: " جُرِحَتْ أُمُّ عُمَارَةَ بِأُحُدٍ اثْنَا عَشْرَ جُرْحًا، وَقُطِعَتْ يَدُهَا بِالْيَمَامَةِ، وَجُرِحَتْ يَوْمَ الْيَمَامَةِ سِوَى يَدِهَا أَحَدَ عَشَرَ جُرْحًا، فَقَدِمَتِ الْمَدِينَةَ وَبِهَا الْجِرَاحَةُ، فَلَقَدْ رُئِيَ أَبُو بَكْرٍ يَأْتِيهَا يَسْأَلُ عَنْهَا وَهُوَ يَوْمَئِذٍ خَلِيفَةٌ. قَالَ: تَزَوَّجَتْ ثَلاثَةً كُلَّهُمْ لَهُمْ مِنْهَا وَلَدٌ، تَزَوَّجَتْ غَزِيَّةَ بْنَ عَمْرٍو الْمَازِنِيِّ، لَهَا مِنْهُ تَمِيمُ بْنُ غَزِيَّةَ، وَتَزَوَّجَتْ زَيْدَ بْنَ عَاصِمِ بْنِ كَعْبٍ الْمَازِنِيِّ، فَلَهَا مِنْهُ حَبِيبُ بْنُ زَيْدٍ الَّذِي قَطَّعَهُ مُسَيْلَمَةُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ قُتِلَ بِالْحِرَّةِ، وَالثَّالِثُ نَسِيتُهُ [وَمَاتَ وَلَدُهُ وَلَمْ يُعَقِبْ] ".
٤ - أَخْبَرَنَا أَبُو صَالِحٍ الدَّلالُ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي، أَنْبَأَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، أَنْبَأَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَبِي حَيَّةَ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ ⦗٥٨⦘ شُجَاعٍ، أَنْبَأَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْوَاقِدِيُّ، قَالَ: قَالُوا: " وَكَانَتْ نُسَيْبَةُ بِنْتُ كَعْبٍ أُمِّ عُمَارَةَ، وَهِيَ امْرَأَةُ غَزِيَّةَ بْنِ عَمْرٍو، شَهِدَتْ أُحُدًا وَزَوْجُهَا وَابْنَاهَا، وَخَرَجَتْ مَعَهَا بِشَنٍّ لَهَا فِي أَوَّلِ النَّهَارِ تُرِيدُ أَنْ تَسْقِي الْجَرْحَى، فَقَاتَلَتْ يَوْمَئِذٍ يَعْنِي: يَوْمَ أُحُدٍ، فَأَبْلَتْ بَلاءً حَسَنًا، فَجُرِحَتِ اثْنَيْ عَشَرَ جُرْحًا بَيْنَ طَعْنَةٍ بِرُمْحٍ أَوْ ضَرْبَةٍ بِسَيْفٍ. وَكَانَتْ أُمُّ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ، تَقُولُ: دَخَلْتُ عَلَيْهَا، فَقُلْتُ لَهَا: يَا خَالَةُ، حَدِّثِينِي خَبَرَكِ، فَقَالَتْ: " خَرَجْتُ أَوَّلَ النَّهَارِ إِلَى أُحُدٍ وَأَنَا أَنْظُرُ مَا يَصْنَعُ النَّاسُ، وَمَعِي سِقَاءٌ فِيهِ مَاءٌ، فَانْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَهُوَ فِي أَصْحَابِهِ، وَالدَّوْلَةُ وَالرِّيحُ لِلْمُسْلِمِينَ، فَلَمَّا انْهَزَمَ الْمُسْلِمُونَ انْحَزْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَجَعَلْتُ أُبَاشِرُ الْقِتَالَ، وَأَذِبُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ بِالسَّيْفِ، وَأَرْمِي بِالْقَوْسِ، حَتَّى خَلَصَتْ إِلَيَّ الْجِرَاحُ، فَرَأَيْتُ عَلَى عَاتِقِهَا جُرْحًا لَهُ غَوْرٌ أَجْوَفٌ. فَقُلْتُ: يَا أُمَّ عُمَارَةَ، مِنْ أَصَابَكِ بِهَذَا؟ قَالَتْ: أَقْبَلَ ابْنُ قَمِئَةَ وَقَدْ وَلَّى النَّاسُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ يَصِيحُ: دُلُّونِي عَلَى مُحَمَّدٍ، فَلا نَجَوْتُ إِنْ نَجَا، فَاعْتَرَضَ لَهُ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ وَأُنَاس مَعَهُ، فَكُنْتُ فِيهِمْ، فَضَرَبَنِي هَذِهِ الضَّرْبَةَ، وَلَقَدْ ضَرَبْتُهُ عَلَى ذَلِكَ ضَرَبَاتٍ، وَلَكِنَّ عَدُوَّ اللَّهِ كَانَ عَلَيْهِ دِرْعَانِ. قُلْتُ: يَدُكِ مَا أَصَابَهَا؟ قَالَتْ: أُصِيبَتْ يَوْمَ الْيَمَامَةِ، لَمَّا جَعَلْتُ الأَعْرَابَ يَنْهَزِمُونَ بِالنَّاسِ، نَادَتِ الأَنْصَارُ: أَخْلِصُونَا، فَأَخْلَصْتُ الأَنْصَارَ فَكُنْتُ مَعَهُمْ حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى حَدِيقَةِ الْمَوْتِ فَاقْتَتَلْنَا عَلَيْهَا سَاعَةً، حَتَّى قُتِلَ أَبُو دُجَانَةَ عَلَى بَابِ الْحَدِيقَةِ، وَدَخَلْتُهَا وَأَنَا أُرِيدُ عَدُوَّ اللَّهِ مُسَيْلَمَةَ، فَتَعَرَّضَ لِي رَجُلٌ مِنْهُمْ ⦗٥٩⦘ فَضَرَبَ يَدِي فَقَطَعَهَا، فَوَاللَّهِ مَا كَانَتْ لِي نَاهِيَةٌ، وَ[لا عَرَّجْتُ عَلَيْهَا] حَتَّى وَقَفْتُ عَلَى الْخَبِيثِ مَقْتُولا، وَابْنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ الْمَازِنِيِّ يَمْسَحُ سَيْفَهُ بِثِيَابِهِ، فَقُلْتُ: قَتَلْتَهُ؟، فَقَالَ: نَعَمْ، فَسَجَدْتُ لِلَّهِ شُكْرًا ".
٣ - وَبِهِ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي الْمُنْذِرُ بْنُ سَعِيدٍ مَوْلَى لِبَنِي الزُّبَيْرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ، قَالَ: " جُرِحَتْ أُمُّ عُمَارَةَ بِأُحُدٍ اثْنَا عَشْرَ جُرْحًا، وَقُطِعَتْ يَدُهَا بِالْيَمَامَةِ، وَجُرِحَتْ يَوْمَ الْيَمَامَةِ سِوَى يَدِهَا أَحَدَ عَشَرَ جُرْحًا، فَقَدِمَتِ الْمَدِينَةَ وَبِهَا الْجِرَاحَةُ، فَلَقَدْ رُئِيَ أَبُو بَكْرٍ يَأْتِيهَا يَسْأَلُ عَنْهَا وَهُوَ يَوْمَئِذٍ خَلِيفَةٌ. قَالَ: تَزَوَّجَتْ ثَلاثَةً كُلَّهُمْ لَهُمْ مِنْهَا وَلَدٌ، تَزَوَّجَتْ غَزِيَّةَ بْنَ عَمْرٍو الْمَازِنِيِّ، لَهَا مِنْهُ تَمِيمُ بْنُ غَزِيَّةَ، وَتَزَوَّجَتْ زَيْدَ بْنَ عَاصِمِ بْنِ كَعْبٍ الْمَازِنِيِّ، فَلَهَا مِنْهُ حَبِيبُ بْنُ زَيْدٍ الَّذِي قَطَّعَهُ مُسَيْلَمَةُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ قُتِلَ بِالْحِرَّةِ، وَالثَّالِثُ نَسِيتُهُ [وَمَاتَ وَلَدُهُ وَلَمْ يُعَقِبْ] ".
٤ - أَخْبَرَنَا أَبُو صَالِحٍ الدَّلالُ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي، أَنْبَأَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، أَنْبَأَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَبِي حَيَّةَ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ ⦗٥٨⦘ شُجَاعٍ، أَنْبَأَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْوَاقِدِيُّ، قَالَ: قَالُوا: " وَكَانَتْ نُسَيْبَةُ بِنْتُ كَعْبٍ أُمِّ عُمَارَةَ، وَهِيَ امْرَأَةُ غَزِيَّةَ بْنِ عَمْرٍو، شَهِدَتْ أُحُدًا وَزَوْجُهَا وَابْنَاهَا، وَخَرَجَتْ مَعَهَا بِشَنٍّ لَهَا فِي أَوَّلِ النَّهَارِ تُرِيدُ أَنْ تَسْقِي الْجَرْحَى، فَقَاتَلَتْ يَوْمَئِذٍ يَعْنِي: يَوْمَ أُحُدٍ، فَأَبْلَتْ بَلاءً حَسَنًا، فَجُرِحَتِ اثْنَيْ عَشَرَ جُرْحًا بَيْنَ طَعْنَةٍ بِرُمْحٍ أَوْ ضَرْبَةٍ بِسَيْفٍ. وَكَانَتْ أُمُّ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ، تَقُولُ: دَخَلْتُ عَلَيْهَا، فَقُلْتُ لَهَا: يَا خَالَةُ، حَدِّثِينِي خَبَرَكِ، فَقَالَتْ: " خَرَجْتُ أَوَّلَ النَّهَارِ إِلَى أُحُدٍ وَأَنَا أَنْظُرُ مَا يَصْنَعُ النَّاسُ، وَمَعِي سِقَاءٌ فِيهِ مَاءٌ، فَانْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَهُوَ فِي أَصْحَابِهِ، وَالدَّوْلَةُ وَالرِّيحُ لِلْمُسْلِمِينَ، فَلَمَّا انْهَزَمَ الْمُسْلِمُونَ انْحَزْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَجَعَلْتُ أُبَاشِرُ الْقِتَالَ، وَأَذِبُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ بِالسَّيْفِ، وَأَرْمِي بِالْقَوْسِ، حَتَّى خَلَصَتْ إِلَيَّ الْجِرَاحُ، فَرَأَيْتُ عَلَى عَاتِقِهَا جُرْحًا لَهُ غَوْرٌ أَجْوَفٌ. فَقُلْتُ: يَا أُمَّ عُمَارَةَ، مِنْ أَصَابَكِ بِهَذَا؟ قَالَتْ: أَقْبَلَ ابْنُ قَمِئَةَ وَقَدْ وَلَّى النَّاسُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ يَصِيحُ: دُلُّونِي عَلَى مُحَمَّدٍ، فَلا نَجَوْتُ إِنْ نَجَا، فَاعْتَرَضَ لَهُ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ وَأُنَاس مَعَهُ، فَكُنْتُ فِيهِمْ، فَضَرَبَنِي هَذِهِ الضَّرْبَةَ، وَلَقَدْ ضَرَبْتُهُ عَلَى ذَلِكَ ضَرَبَاتٍ، وَلَكِنَّ عَدُوَّ اللَّهِ كَانَ عَلَيْهِ دِرْعَانِ. قُلْتُ: يَدُكِ مَا أَصَابَهَا؟ قَالَتْ: أُصِيبَتْ يَوْمَ الْيَمَامَةِ، لَمَّا جَعَلْتُ الأَعْرَابَ يَنْهَزِمُونَ بِالنَّاسِ، نَادَتِ الأَنْصَارُ: أَخْلِصُونَا، فَأَخْلَصْتُ الأَنْصَارَ فَكُنْتُ مَعَهُمْ حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى حَدِيقَةِ الْمَوْتِ فَاقْتَتَلْنَا عَلَيْهَا سَاعَةً، حَتَّى قُتِلَ أَبُو دُجَانَةَ عَلَى بَابِ الْحَدِيقَةِ، وَدَخَلْتُهَا وَأَنَا أُرِيدُ عَدُوَّ اللَّهِ مُسَيْلَمَةَ، فَتَعَرَّضَ لِي رَجُلٌ مِنْهُمْ ⦗٥٩⦘ فَضَرَبَ يَدِي فَقَطَعَهَا، فَوَاللَّهِ مَا كَانَتْ لِي نَاهِيَةٌ، وَ[لا عَرَّجْتُ عَلَيْهَا] حَتَّى وَقَفْتُ عَلَى الْخَبِيثِ مَقْتُولا، وَابْنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ الْمَازِنِيِّ يَمْسَحُ سَيْفَهُ بِثِيَابِهِ، فَقُلْتُ: قَتَلْتَهُ؟، فَقَالَ: نَعَمْ، فَسَجَدْتُ لِلَّهِ شُكْرًا ".
1 / 57