وكان صباح الجمعة فنسي «التلاميذ» الخبز، والملح، والخمر ...
نام السيد في الحبس، فإذا بالذين صاحوا أمس أوصانا يصرخون اليوم: دمه علينا وعلى أولادنا.
وإذا ببطرس الذي ابتهر «وتمرجل» كان أول الجاحدين.
ولكنه ما خرج من الباب إلا ليدخل من الطاقة، فلله باب التوبة ما أرحبه، وما أوسعه!
ما الفرق بين «أوصانا» وبين «يعيش»؟ أما هما شيء واحد؟
ركب المسيح جحشا ومشى على الثياب، واليوم يركبون على رقاب عليها ثياب ... حتى إذا ما مالت الشمس وتقلص الظل راحوا يفتشون عن «راكب» جديد ...
الجماهير هم هم، يخلعون مبادئهم كما يقلعون ثيابهم، يستبدلون بأوصانا يعيش، وبسعف النخل والزيتون المسدس والتوميغان.
ثياب للإعارة والتأجير، يكرون بها مع كل خيل مغيرة، يحملون الشموع الثخينة في موكب التدجيل والتبجيل، ويرشون العطور على موكب «الماشي»، ويحرقون البخور أمام المتكئين في صدور المجالس، ويكسرون الجرة خلف المولي.
حقا إن المولي ما له صاحب!
فيا عيد الشعانين، يا عيد التهليل والتعظيم، يا عيد الضعفاء والمستعبدين، والبؤساء والمجانين.
Неизвестная страница