ولو كلفتني يا دكتوري العزيز أن أضع مقدمة لكتاب «الدخول والخروج» الذي تؤلفه لاكتفيت ببيت زميلك في الطب «ابن سينا»:
دخولي باليقين كما تراه
وكل الشك في أمر الخروج
تقول: إن الشعب اللبناني يأتي بخمسة عشر نائبا من 55، وهذا أيضا فيه شك ... فلندعه الآن، لقد أقمت البرهان على الإقطاعية في مجلس النواب فما رأيك بالتوظيف كله؟
قرأت لأحمد فارس كلمة في كشف المخبأ «طبع الآستانة ص150» قال، والضمير يعود إلى إنكلترا: نعم إن المراتب هنا إنما تعطى غالبا بالمحاباة أو الاستحباب لا بالاستحقاق والاستيجاب، فإن الأمير إذا نوه بشخص من أقاربه ومعارفه عند ذي مرتبة وسعادة نفذت كلمته عنده، ولو أن شخصا متصفا بأحسن الأخلاق ومتحليا بالعلم والفضل حاول «بنفسه» أن ينال تلك الرتبة لم يلتفت إليه، إلا أن هذا الداء عام في جميع الممالك.
قلت: إلا عندنا، فلا حاجة إلى التنويه بأحد من الناس؛ لأن الوظائف تحتكرها بعض القبائل والبطون، والأفخاذ. فمن بيت واحد تجد خمسة وستة من الموظفين، فأين هذه الديمقراطية التي تفتش عنها في مجلس النواب يا سعادة المير؟!
كنا نسمع ونحن صبيان كلاما عن طول العمر، فيقولون أمامنا: في العيلة الفلانية من يقول: يا جدي رح كلم جدك.
وفي «عهدنا» الحاضر - زاده الله صلاحا - من تستطيع أن تسأله عن نصف دزينة من الموظفين فيجيبك: أخي، أخي، أخي، أخي، أخي.
أي أميري العزيز، ثق إننا ما زلنا في مثل الزمن الذي كان فيه جدودك يحكمون المتن ... فلنؤخر عقرب الساعة ... بل فلنحسم مائة من تاريخنا الميلادي.
15 / 8 / 48
Неизвестная страница