От живого к мертвому: моему брату

Тауфик Хасан аш-Шартуни d. 1382 AH
70

От живого к мертвому: моему брату

من حي إلى ميت: إلى أخي

Жанры

هل أقدر أن أحيا بلا غذاء؟ لا.

هل أحصل على غذائي دون أن أفتك بغيري؟ لا.

إذن ما العمل لأحفظ العدل وكياني؟

إن العهد القديم ينص في سفر التكوين: أن الله تعالى خلق الإنسان على صورته ومثاله، وسلطه على سمك البحر، وعلى طير السماء، وعلى البهائم، وعلى كل الأرض، يضحي منها بما يشاء، وفقا لحاجاته وحفظا لسلامته.

ولكن المطلع على ناموس الطبيعة، والمفكر تفكيرا صائبا في خفايا الكون وأسراره، يبدو له جليا أن المبدع لم يميز في خلقه الوجود إنسانا عن حيوان ولا حيوانا عن نبات؛ لأنه - تعالى - سلك طريق العدل العام في السنة التي استنها لجميع مخلوقاته، ألا وهي سنة الجهاد، وكل من جاهد ساد.

إن هذه النتيجة التي استخلصتها من درس الكون تناقض الكتاب، ولكنها أقرب إلى عدل الله في مخلوقاته، وفضلا عن ذلك إن ناموس الطبيعة يؤيدها، وما ناموس الطبيعة سوى ناموس الأخذ والعطاء، الذي يعم الكائنات بأسرها.

وهذا الناموس يدعى - بحق - ناموس العدل العام ؛ لأن كل ما في الوجود يأخذ ويعطي.

إن الأرض تستمد نورها من الشمس، ثم تمد غيرها بالمثل قوة ونورا، وهكذا الأحياء جميعهم يأخذون ويعطون، فكما يأخذ المرء كساءه وطعامه من الحيوان والنبات، هكذا يأتي يوم يعطي كل ما يأخذه؛ إذ يموت فيصبح جثمانه طعاما لنبات الأرض وحشراتها.

يا أخي:

هذه هي حياة الإنسان المادية، وأما حياته الأدبية فهو حر بها؛ فإذا شاء كان فاضلا وعادلا، وإذا لم يشأ كان من العابثين بالعدالة والفضيلة.

Неизвестная страница