От вероисповедания к революции (1): Теоретические предпосылки
من العقيدة إلى الثورة (١): المقدمات النظرية
Жанры
لم يضع القدماء الماهية في مقابل الوجود، بل وضعوها مستقلة بمفردها وكأنها مثال. وقد غلب على البحث طابع التجريد، وكأننا في علوم الحكمة الخالصة وليس مجرد مقدمة نظرية في علم أصول الدين.
49
وماهية الشيء حقيقته، هي أصله وجوهره وأساسه وما به قوامه وما يقوم عليه وجوده. الوجود بلا ماهية عدم، وجود هش لا أساس له. باعتبار التحقق تسمى ذاتا وحقيقة، وباعتبار التشخص تسمى هوية. تغاير عوارضها اللازمة والمفارقة وتتمايز عما عداها. وإن كانت معان في الشعور فهي متمايزة فيه. إن كانت مطلقة تسمى مجردا، وإن كانت مشخصة تسمى مخلوطة أو مشخصة. تكون مجردة إن لم تكن متحققة في الخارج وغير متعينة، وتكون مخلوطة إذا زيد عليها شيء. وبالتالي فهناك إمكانية التمييز بين الصوري والمادي في الماهيات.
50
ومن ثم تخطئ «نظرية المثل» في اعتبار الماهيات المجردة موجودة في العالم الخارجي.
51 (2-1) الماهية البسيطة والماهية المركبة
والماهية إما بسيطة، أو مركبة؛ وذلك لأن الأشياء إما عقلية لا يتمايز أجزاؤها في الخارج أو خارجية يتمايز أجزاؤها في الخارج؛ فالماهيات العقلية بسيطة، والماهيات الخارجية مركبة. وينتهي المركب إلى البسيط؛ فالبسيط أصل المركب. الماهيات البسيطة هي المعاني البديهية والمركبة هي الاستدلالات والقياسات والإحصائيات. وهنا تبدو الماهيات معرفية خالصة، ماهيات عقلية ذات وجود معرفي.
52
ولكن تنقسم الماهيات أيضا على نحو كمي مادي. فإذا كانت الماهية المركبة من أجزاء فتنقسم الأجزاء إلى متداخلة في العقل كالأجناس والفصول إن صدقت الأجزاء بعضها مع بعض، وإلا تكون متباينة في الخارج. والمتداخلة إذا صدق كل منها على الآخر فهما متساويان، وإلا فبينهما عموم وخصوص، إما مطلقا وإما من وجه دون وجه. وأما المتباينة فإما أن يتبين الشيء مع علة أو معلول أو ما ليس كذلك. والأول إما مع الفاعل أو القابل أو الصورة أو الغاية. والثاني مثل الخالق، والثالث إما متشابهة أو متخالفة إما عقلا أو خارجا! فالأشياء بعضها بديهي وبعضها وجودي. وهذه كلها أبحاث رياضية هندسية منطقية وجودية أصولية صورية خالصة دون أن تصدق على مادة معينة، ولا هدف لها إلا تحليل العقل البسيط ودون أن تكون هناك خصوصية كمدخل خاص لعلم أصول الدين وموضوع العلم فيه. وكل مقولتين متعارضتان؛ فالتداخل عكس التباين في الأجزاء. والتساوي؛ أي وضع الجزأين على مستوى أفقي واحد عكس العموم والخصوص؛ أي وضع الجزأين على مستوى رأسي بين الأعلى والأدنى. والتباين يؤدي إلى العلل الأربع المعروفة في الطبيعيات عند الحكماء. أما التشابه، فإنه يكون في الذهن أو في الواقع. وقد تنقسم الماهية المركبة على نحو وجودي خالص فتكون إما وجودية أو لا وجودية، وتكون الوجودية إما حقيقية أو إضافية ممتزجة. والثاني مثل القديم فهو موجود لا أول له. وهنا يتضح أن القسمة تفسح المجال إلى وجود «الله» كموضوع للعلم. وبالتالي تكون أقرب إلى التمرينات العقلية أو القوالب الذهنية التي ستتحكم في الفكر الديني.
53
Неизвестная страница