لست أرى أن في الكلام ما يدعو إلى الطيرة ما دام النفع محققا من ورائه، وكثيرا ما رأيت الحكماء من الناس يموتون في اللفظ والأحاديث، فإذا عادوا إلى أوطانهم لم يزدهم ذلك إلا شرفا، ومن أجل هذا تملأني الثقة بأني بفضل هذا الحديث الكاذب سأحيا حياة قوية وسيسطع نجمي بين أعدائي.
أي أرض آبائي، أي آلهة وطني، تلقوني لقاء حسنا واجعلوا لسفري غاية سعيدة، واصنع بي مثل ذلك يا قصر آبائي، فإني إنما جئت من أجلك باسم العدل المطهر، أرسلني إليك الآلهة، لا تطرحوني مهينا بعيدا عن هذه البلاد، بل أتيحوا لي أن أسترد ثروتي وأشيد مجد أسرتي، هذا ما كنت أريد أن أقول، فامض أيها الشيخ للعناية بما وكل إليك، أما نحن فماضيان فهذا هو الوقت الملائم الذي يقضي في أمور الناس كلها. (تسمع إلكترا من داخل القصر: وا حسرتاه ... ما أشد شقائي.)
المربي :
يخيل إلي يا بني أني أسمع خادما تعول من وراء هذا الباب.
أورستيس :
أتراها الشقية إلكترا؟ أتأذن في أن نبقى لنسمع ما تبعث من الشكوى؟
المربي :
كلا، لنبدأ بإنفاذ أمر الآلهة، لنبدأ بهذا، امض فقرب إلى قبر أبيك فهذا هو الذي سيتيح لنا النصر والفوز. (يخرجون وتدخل إلكترا.)
إلكترا :
أي ضوء النهار النقي، أيها الفضاء الواسع من الهواء يحيط بالأرض، كم سمعتماني أبعث الصراخ المحزن والعويل المؤلم، وأضرب بيدي صدري الدامي حين تنجلي ظلمة الليل، وكم رآني سريري ترويه دموعي أثناء الليل في هذا المنزل النكد، أبكي ما أعد القضاء لهذا الأب الشقي الذي أعفاه أريس هذا الإله السفاح في ميدان القتال، وغالته أمي يعينها عشيقها إيجستوس، فقضت عليه بفأس دام كما ينحي الحاطب في الغابة على شجرة البلوط، أنا وحدي يا أبتاه في هذا المكان أئن لموتك، هذا الموت الشنيع الوحشي! على أني لن أضع حدا لما أبعث من أنين، ولا لما أسكب من دموع، ما رأيت نجوم الليل تجري في أفلاكها وضوء النهار يلمع في آفاق السماء، سيتردد صدى آلامي أمام قصر أبي كشكاة فيلوميلا لم تنقطع منذ حرمت أطفالها.
Неизвестная страница