فنقول إنه قد يحتاج إلى استنباط معرفة ذلك كما قد بينا في الفصل الأول من المقالة الأولى إلى معرفة طوالع ابتداءات الممرات التي كان فيها بدء الدولة وإلى معرفة طوالع القرانات الحادثة فيها وإلى طوالع السنين والأرباع وإلى أن تسير لكل شيء من موضعه ويقال على حسب امتزاجاتها وأين يكون انتقال الدولة من أمة إلى أمة عند انقضاء الدور إذا سقط طالع الملة الأولى عن تثليث طالع القران الذي كان فيه طالع الانتقال من مثلثة إلى مثلثة أو عن تسديسه أو عن وتد من أوتاده فإن الأمر إذا كان كذلك على ما وصفنا دل على انتقال الدول وعلى ظهور أهل الشيع الذي دل عليه انتقال الممر ومصير الدولة إليهم وفيهم فإذا نفد الدور ودل على انتقال الدولة فينظر إلى أي برج انتهت السنة عند انتقال القران من مثلثة إلى مثلثة وإلى البرج الذي يقترنان فيه فإنه دليل على القوم والناحية الذي تنتقل الدولة إليهم والبرج الذي ينتهي إليه السنة من طالع القران الجديد دليل على السبب الذي به تنتقل الدولة فإن كان انتهاؤه إلى التاسع أو إلى الثالث فإن ذلك يكون بأسباب الدين سيما إن كان رب بيت القران في ذلك البرج وانتهى إلى غير هذين الموضعين فإن الأمر يكون في ذلك على حسب دلالة المكان ويكون أنصارهم من الناحية التي المريخ حال فيها من جهة الشمس إن كان شرقيا فأهل المشرق أو الجنوب وإن كان غربيا فأهل المغرب أو الشمال وإن كان المريخ مع ذلك في الأوتاد قابلا للقران أسرع الأمر الذي دل عليه وعجله وإن كان زائلا تأخرت دلالته وإن كان في السادس دل على أن أنصارهم يكونون من العبيد والسفلة وإن كان في مثلثة برج القران كانوا من أهل بيت القائم وإن كان المريخ ساقطا دل على أنهم كانوا سقاطا ثم نالوا ملكا فإن كان في وتد دل على أنهم كانوا أهل قدر وسلطان وأنهم نالوا الملك بقوة فإن كان نظر إلى القران من تربيع أضر ذلك بجند الملك وأعوانه وبدار مملكته وعلى قدر موضع النظر وقوته يكون ضرره وسيما إن كان المريخ في الرابع من القران
Страница 54