Михна об Имаме Ахмеде
المحنة على إمام أهل السنة أحمد بن حنبل
Жанры
فأخبرني بعض الخدم أن المتوكل كان قاعدا وراء الستر، فلما دخل أبي الدار قال لأمه: يا أمه، قد نارت الدار، ثم جاء خادم بمنديل، فأخذ يحيى المنديل، وأخرج منه مبطنة فيها قميص، فأدخل يده في جيب القميص والمبطنة، ثم أخذ بيد أبي فأقامه، ثم أدخل جيب القميص والمبطنة، في رأسه، ثم أدخل يده وأخرج يده اليمنى وكذلك اليسرى، وهو لا يحرك يده، ثم أخذ قلنسوة فوضعها على رأسه وألبسه طيلسانا ولحفه به. ولم يجيئوا بخف فبقي الخف عليه، ثم انصرف. وقد كانوا تحدثوا أن يخلعوا عليه سوادا.
فلما صار إلى الدار نزع الثياب عنه، ثم جعل يبكي، ثم قال: سلمت من هؤلاء ستين سنة، حتى إذا كان في آخر عمري بليت بهم.
ما أحسبني سلمت من دخولي على هذا الغلام، فكيف بمن يجب علي نصحه من وقت تقع عيني عليه إلى أن أخرج من عنده؟! ثم قال: يا صالح، وجه بهذه الثياب إلى بغداد تباع ويتصدق بثمنها، ولا يشتري أحد منكم منها شيئا.
قال أبو الفضل: فوجهت بها إلى يعقوب بن بختان فباعها وفرق ثمنها، وبقيت عندي القلنسوة.
ثم أخبرناه أن الدار التي هو فيها كانت لإيتاخ، فقال: اكتب رقعة إلى محمد بن الجراح استعف لي من هذه الدار، فكتبنا رقعة، فأمر المتوكل أن يعفى منها، ووجه إلى قوم ليخرجوا عن منازلهم، فسأله أن يعفى من ذلك، فاكتريت له دارا بمائتي درهم، فصار إليها. وأجري لنا مائدة وثلج، وضرب الخيش وفرش الطبري، فلما رأى الخيش والطبري نحى نفسه عن ذلك الموضع، وألقى نفسه على مضربة له. واشتكت عينه ثم برئت، فقال لي: لا تعجب، كانت عيني تشتكي تمكث حينا حتى تبرأ، ثم برئت في سرعة.
Страница 108