![image filename](./0505Ghazali.MihakkNazar.pdf_page_209.png)
فإن قلت : فأرى الناس يختلفون في الحدود ، وهلذا الكلام يكاد يحيل الخلاف في الحد ، أفترى أن المتنازعين فيه ليسوا عقلاء 2
فاعلم : أن الخلاف في الحد يتصور في موضعين :
أحدهما : أن يكون اللفظ فى كتاب الله تعالى ، أو سنة (الاصطلاح الخاص رسوله، أؤ قولي إمام من الأئمة، ويكون ذالك اللفظ مشتركا ، فيقع النزاع في مراده به ، فيكون قد ؤجد التوارد على مراد القائل ، والتباين بعد التوارد ، فالخلاف تباين بعد التوارد ، وإلا . . فلا نزاع بين من يقول : السماء قديم ، وبين من يقول : الإنسان مجبول على الحركات ، أو : المغصوب مضمون ؛ إذ لا توارد .
فلؤ كان لفظ الحد في كتاب الله تعالى ، أؤ في كتاب إمام ..
~~الجاز أن يتنازع في مراده ، ويكون إيضاح ذلك من صنعة التفسير ، لا من صناعة النظر العقلي .
الثاني : أن يقع الخلاف في مسألة أخرى على وجه محقق ، اختلاف المنمب ويكون المطلوب حده أمرا ثانيا ، ولا يتحد حده على المذهبين ، فيختلفى ؛ كما يقول المعتزلي : حد العلم : اعتقاد الشيء ، ونحن نخالفه في ذكر (الشيء) فإن المعدوم عند نا ليس بشيء ، فالخلاف في مسألة أخرى تتعدى إلى الحد .
وكذلك يقول القائل : حد العقل : بعض العلوم الضرورية على
Страница 207