Ключ к счастью
مفتاح السعادة
Жанры
الثانية: أن تعلم أن هذا المقدور لا يجوز أن يكون مقدورا للقادر بالقدرة، فيجب أن يكون مقدورا للقادر للذات وهو الله تعالى.
قلت: وأما قوله إن المحدث يعلم محدثا وإن لم يعلم أن له محدثا، ففيه نظر، فإن حاجة المحدث إلى محدثه ودلالته عليه مما لا امتراء فيه، وحينئذ لا فرق بينهما من هذه الجهة. والله أعلم.
على أن الاعتراض على الأشعري مشاحة في العبارة ولا طائل تحتها إذا فهم المقصود.
واعلم أن هذا الحد الذي ذكرناه للفاعل، وكذلك حد الفعل إنما هو على مذهب العدلية، فأما من ينفي قدرة العبد كالمجبرة، ومن يقول إن الفعل يقع بطبع المحل كقدماء الفلاسفة فلا يستغنون بهذا الحد إلا أن عدم استغناء المجبرة به ليس إلا في أفعالنا دون أفعال الباري تعالى؛ لأنهم لا ينفون القدرة في حقه، وأما القائلون بالطبع فالقدرة منتفية عندهم، وقد أجيب عليهم بأن الطبع غير معقول، فإن أرادوا به الفاعل المختار، فخطأ في العبارة فقط لأن العرب لا تسمي الفاعل المختار طبعا، وإن أرادوا به أمرا موجبا فبطلانه معلوم، وأما قسمة الفعل فهو ينقسم أولا إلى ما له صفة زائدة على حدوثه وصفة جنسه، وإلى ما ليس له صفة زائدة على حدوثه وصفة جنسة أي ليس له صفة زائدة على كونه فعلا كانخفاض الرمل عند السير، والحركة اليسيرة، والكلام اليسير، ونحو ما يقع من الساهي ولا مدح فيه، وأما ما له صفة زائدة فهو فعل العالم بفعله المميز بينه وبين غيره إذا لم يكن ملجأ، وهو ينقسم إلى ما له فعله وإلى ما ليس له فعله.
الأول: الحسن، وهو ما لفاعله أن يفعله ولا يستحق عليه ذما بوجه.
Страница 168