87

Методология сподвижников в обращении многобожников, не принадлежащих к людям Писания

منهج الصحابة في دعوة المشركين من غير أهل الكتاب

Издатель

دار الرسالة العالمية

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٤٢ هـ - ٢٠٢١ م

Место издания

بيروت

Жанры

حاتم عن محمد بن عثمان المخزومي أن قريشًا قالت: قيضوا لكل رجل من أصحاب محمد ﷺ رجلًا يأخذه، فقيضوا لأبي بكر طلحة بن عبيد الله فأتاه وهو في القوم فقال أبو بكر: إلام تدعوني؟ قال: أدعوك إلى عبادة اللات والعزى، قال أبوبكر: وما اللات؟ قال: أولاد الله، قال: وما العزى؟ قال: بنات الله، قال أبو بكر: فمن أمهم؟ فسكت طلحة فلم يجبه، فقال لأصحابه: أجيبوا الرجل، فسكت القوم، فقال طلحة: قم يا أبا بكر أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله (^١)، فأراد أبو بكر الصديق ﵁ هنا أن يبين للمشركين كيف يكون لله ولد أو بنت ولم يكن له زوجة، وكأنه بذلك يقرأ عليهم قوله تعالى: ﴿أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ﴾، يقول ابن كثير: "كيف يكون له ولد والولد إنما يكون متولدًا من شيئين متناسبين والله تعالى لا يناسبه ولا يشابهه شيء من خلقه لأنه خالق كل شيء فلا صاحبة له ولا ولد" (^٢). فكان أبو بكر الصديق ﵁ يخاطب المشركين على قدر أفهامهم وأنه إن لم يكن هناك أم للولد أو زوجة لله -تعالى الله عما يقولون- فكيف يكون هناك ولد في الأصل، وهذا ما قالته الجن أيضًا في قوله تعالى: ﴿وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا﴾ (^٣)، كما أن الله ﷾ يرد عليهم بقوله تعالى: ﴿أَلَا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ (١٥١) وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ﴾ (^٤).

(^١) انظر: فتح القدير، الشوكاني، ٤/ ٥٤. (^٢) تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، ٦/ ١٢٢. (^٣) سورة الجن، الآية: ٣ .. (^٤) سورة الصافات، الآيتان: ١٥١ - ١٥٢.

1 / 93