Люди вокруг Пророка

Халид Мухаммад Халид d. 1416 AH
102

Люди вокруг Пророка

رجال حول الرسول

Издатель

دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٢١ هـ - ٢٠٠٠ م

Место издания

بيروت - لبنان

Жанры

بين شهداء المعركة وقال: " رحمة الله عليك، فانك كنت وصولا للرحم فعولا للخيرات".. ** لقد كان مصاب النبي ﷺ في عمه العظيم حمزة فادحا. وكان العزاء فيه مهمة صعبة.. بيد أن الأقدر طكانت تدّخر لرسول الله أجمل عزاء. ففي طريقه من أحد الى داره مرّ ﵊ بسيّدة من بني دينار استشهد في المعركة أبوها وزوجها، وأخوها.. وحين أبصرت المسلمين عائدين من الغزو، سارعت نحوهم تسألهم عن أنباء المعركة.. فنعوا اليها الزوج..والأب..والأخ.. واذا بها تسألهم في لهفة: " وماذا فعل رسول الله"..؟؟ قالوا: " خيرا.. هو بحمد الله كما تحبين"..!! قالت: " أرونيه، حتىأنظر اليه"..!! ولبثوا بجوارها حتى اقترب الرسول ﷺ، فلما رأته أقبلت نحوه تقول: " كل مصيبة بعدك، أمرها يهون"..!! ** أجل.. لقد كان هذا أجمل عزاء وأبقاه.. ولعل الرسول ﷺ قد ابتسم لهذا المشهد الفذّ الفريد، فليس في دنيا البذل، والولاء، والفداء لهذا نظير.. سيدة ضعيفة، مسكينة، تفقد في ساعة واحدة أباها وزوجها وأخاها.. ثم يكون ردّها على الناعي لحظة سمعها الخبر الذي يهدّ الجبال: " وماذا فعل رسول الله"..؟؟!! لقد كان مشهد أجاد القدر رسمه وتوقيته ليجعل منه للرسول الكريم ﷺ عزاء أي عزاء.. في أسد الله، وسيّد الشهداء..!!

1 / 130