Записки свидетеля века
مذكرات شاهد للقرن
Исследователь
(إشراف ندوة مالك بن نبي)
Издатель
دار الفكر
Номер издания
الثانية
Год публикации
١٤٠٤هـ - ١٩٨٤م
Место издания
دمشق - سورية
Жанры
بالبرانص التي امتصت مرق (بوكاميه) أثناء العام الدراسي. لقد قسم الطلبة إلى فرق أربع، وكان كل فريق يتألف من طلبة صف واحد يسيرون سوية إلا قاعة الامتحان المعينة لهم بوداعة واستسلام، كقطيع من المواشي يساق إلى المسلخ.
لقد بدأ أسبوع الرعب، فكل ما تلقاه الطالب أثناء العام الدراسي عليه أن يفرغه على الورق المرقم والموضموع على المقعد المخصص له.
كل طالب كان يتجشأ ما عنده من معلومات طرأ عليها التغير، أو ربما فسدت خلال أيام الامتحان الخمسة أو الستة التي قضوها تحت مراقبة السيد (دورنون) الساهر اليقظ.
ولكي يتمكن الطالب من فتح كتاب أو دفتر فإنه يجب أن يكون ولدًا اختصاصيًا في هذا الفن، فمن الصعوبة بمكان فتح ذلك الكتاب وهو موضوع على الركبتين على الصفحة المطلوبة والقراءة عبر القندورة التي تغطيه في شبه ظلمة. فمن كانت لديهم الموهبة ينقلون صفحات بكاملها تحت نظرات المدير اليقظة.
كان الأستاذ (بوبريتي Bobreiter) يبدي منتهى القساوة مع هؤلاء (الاختصاصيين) عندما يخطئون فينقلون له صفحة عن (فنلون Fenelon) بينما يكون هو قد وضع سؤاله عن (بومارشه Beaumarchais) مثلًا.
وكان (دورنوق Dournon) يبدي بعض اللين والتساهل حيال أولئك الذين عرفوا بممارستهم للصلاة والذين يضعون العمامة و(gandoura)، فقد كان في أعماقه- وكنا نعرف ذلك جيدًا- يفضل بلادة هؤلاء على طيش من يسمون (الأتراك الشبان).
بعد انتهاء هذه الأيام المحمومة تمر المدرسة بمرحلة أخرى، تلك هي القلق. لم يكن أحد ليغير هيئته أو ملابسه انتظارًا لتلك الورقة الصغيرة الموقعة من
1 / 76