Записки свидетеля века
مذكرات شاهد للقرن
Исследователь
(إشراف ندوة مالك بن نبي)
Издатель
دار الفكر
Номер издания
الثانية
Год публикации
١٤٠٤هـ - ١٩٨٤م
Место издания
دمشق - سورية
Жанры
لقد شعرت بأنني وهؤلاء في اتجاه فكري واحد، وهذا ما لم أكن أشعر به مع من كنت أعاشرهم من طلبة المدارس الثانوية الملسمين. كان اسم الشيخ قد بدأ يتردد في المدينة. وتعرّفي على بعض تلامذته جعلني أدرك أننا ننتمي إلى عائلة فكرية واحدة ستسمى فيها بعد في الجزائر (حركة الإصلاح).
في هذا الوقت وقع خلاف بين الفرنسيين واليهود أثار ضجة في قسنطينة، وقد أثارت إحدى الصحف الأسبوعية حملة ضد الإسرائيلية. وفي نطاق ذلك أعلنت تلك الجريدة عن مسابقة في الجواب على هذا السؤال: «لماذا لا يضع عصفور اللقلق في قسنطينة عشه على سقوف منازل اليهود؟».
لقد وردت أجوبة من كل نوع من بينها رسائل من بعض طلبة المدرسة.
وقد تطور الخلاف حتى بلغ درجة سار معها اليهود في تظاهرة لمعاقبة تلك الصحيفة، فهاجموها وألقوا بأدواتها في وادي الرمل.
كانت أخبار عائلتي تصلني بصورة متقطعة، فإن والدي لم يكن يعرف كيف يسخر قلمه لذلك الواجب الأساسي، الذي يقضي عليه بأن يضع ولده في أحداث العائلة. لم أكن أذهب إلى تبسة في عطلتي عيد الميلاد وعيد الفصح. فكنت لذلك أنتظر عودة (حليمية) لأحصل منه على شيء من أنباء مدينتي.
لقد ازداد فريق تبسة واحدًا هذه السنة فقد انضم إلينا (عبد الحميد نسيب)، وانتسب إلى الصف التكميلي ليحضر نفسه لدخول المدرسة في العام القادم. وعن طريق هذين الصديقين وصلتني بعض الأخبار المفصلة عن أبي وأمي وعن الأب (آدم Adam) وعن مدرستي والزملاء الذين تركتهم هناك، والذين حصلوا على عمل في المدينة بعد أن نالوا شهادة الدراسة الابتدائية أو تفرغوا لتعلُّم إحدى الحرف.
فالحياة هناك كانت تتابع سيرها واضعة كل واحد في الطريق الذي سيتحقق فيه مصيره.
1 / 74