Записки свидетеля века
مذكرات شاهد للقرن
Исследователь
(إشراف ندوة مالك بن نبي)
Издатель
دار الفكر
Номер издания
الثانية
Год публикации
١٤٠٤هـ - ١٩٨٤م
Место издания
دمشق - سورية
Жанры
(الأفندي). وقد سمي كذلك لأنه قضى عدة سنوات في القاهرة، وهناك اعتاد لبس الطربوش ووضع ياقة مقواة كما فعل سي (بغدادي).
وحينما كان يخرج من ذلك الحانوت يخرج مخمورًا، ويسير بمحاذاة حائط الثكنة الواقعة عند ساحة كارنو ليحادث الملائكة. أما صديقه (الأفندي) فيغلق في ذلك الوقت حانوته، ويذهب إلى المقهى الواقع في ساحة البلدية، ليطرح على زبائنه هذا السؤال الفلسفي الدائم الذي ربما حمله معه من القاهرة:
«هل العادة أغلب أم الطبيعة؟»
وكان من عادته أن يتبنى دومًا الرأي المعاكس للجواب الذي يتلقاه على سؤاله. هكذا يكون لتبسة وجهها يتكامل مع سيدي (طاهر حما) الذي كان معلمًا، وهو اليوم يقضي نهاره متجولًا في شوارع المدينة يحادث الملائكة ويوزع سجائره على الأولاد، وكنت من المستفيدين من عطاياه، وأحيانًا يسدد إلى هؤلاء ضربات محكمة بقدمه. ونضيف إلى هؤلاء سيدي (بن نجا) الذي كان يرتدي ملابس رعاة الإبل من سكان جنوب وهران، واعتاد الناس أن يستفزّوه ويطلقوا لسانه باختطاف عصاه.
وبانتهاء الحرب العالمية الأولى استعادت المدينة بعض الرماة المُسرَّحين، وقد عادوا من الخدمة الإجبارية العسكرية.
وقد حمل (باهي) معه من الجيش هواية الضرب على الطبل، بينما زميله (صدوق شتوكا) حمل عادة ارتداء ثياب الميدان مع منظار عُلِّق بحمالة من الجلد.
وحمل الاثنان معهما حكاياتها الكثيرة- الصحيح منها والخيالي- عن فرقهم في الجيش، وفي الاستعراضات التي تجري في المدينة بمناسبة الرابع عشر من تموز (يوليو) كان الاثنان يعيدان أنفسهما للخدمة، فيجوبان شوارع المدينة،
1 / 122