Значения слов Священного Корана
معاجم معاني ألفاظ القرآن الكريم
Издатель
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
Жанры
مقدمة
...
معاجم معاني ألفاظ القرآن الكريم
أ. د. فوزي يوسف الهابط
بين يدي البحث
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.
وبعد: فقد كان منهجي - في هذا البحث المتواضع - محاولة الاطِّلاع على كل ما قيل في غريب القرآن، وجمْع عناوين كل ما أُلف في هذا المجال، لأحصر معاجمه، وأقف على حركة التأليف فيه.
وكان من ضمن شواغلي: الاطلاع على كتب الغريب القرآني - المتاح لي الاطلاع عليها - لأتبين صدق وصفها، ولأتأكد من مسايرة مناهجها، لمناهج كتب الغريب.
ونتيجة لذلك: فقد استبعدت من الكتب، ما هو بعيد عن منهج غريب القرآن، على الرغم من أن بعض المراجع - التي اهتمت بمؤلفات الغريب - قد سلكتها ضمنها!
ومن أمثلة ذلك: كتاب غرائب القرآن ورغائب الفرقان - للحسَين ابن محمد، القمي، النيسابوري (ت٧٢٨هـ) فقد أدرجه معجم مصنفات القرآن الكريم (٣/٢٩٩) ضمن كتب غريب القرآن.
وحين اطلعت على النسخة المطبوعة، رأيت صاحبه يشير - في مقدمته - إلى أن تفسيره: ملخص لتفسير الرازي، وأنه ضَم إليه، ما وجده من اللطائف المهمات، في تفسير الكشاف، وفي سائر التفاسير.
ثم اطلعت على باقي الكتاب، فوجدته أبعد ما يكون عن كتب غريب القرآن، ولذلك لم أدرجه ضمنها.
وإلى جوار ذلك: فهناك كتب شَكَكْتُ في أنها من غريب القرآن، ولكن لم تتح لي فرصة الاطلاع عليها، ومن ثم فقد بينت وجهة نظري فيها.
1 / 1
ومثال ذلك، كتاب: تفسير الغريب في الجامع الصغير - للأرْمَيُوني (ت٩٥٨هـ) .
وقد اقتضى منهج البحث العلمي: أن أرجع إلى كثير من المصادر، والمراجع، التي دارت حول كتب الغريب، واهتمت بها، وذلك: للتوثيق والتأكيد.
وعلى الرغم من ذلك: فإنني لم أقيد - منها - قرين كل كتاب، إلا ما دعت إليه الحاجة، واقتضته ضرورة المنهج، ولذلك: ذكرت - من هذه المصادر وتلك المراجع- أقدمها، أو أكثرها إيفاء بالمعلومات المسوقة، وضربت صفحًا عن ذكر الباقي، خوفًا من الإطالة.
وقد احتوى هذا البحث ما يلي:
مقدمة (بين يدي البحث)، وتمهيدًا، ثم خمسة مباحث، تدور حول ما يلي:
المبحث الأول: الغريب اللغوي، والغريب القرآني.
والمبحث الثاني: غريب القرآن، وبداية المعجم العربي.
والمبحث الثالث: نمو الحاجة إلى تفسير غريب القرآن.
والمبحث الرابع: اختلافات في تآليف الغريب.
والمبحث الخامس: مسرد معاجم الغريب، مرتبة حسب وفيات أصحابها.
ويلي ذلك: ثَبْتُ بالمصادر والمراجع، التي أعانتني على القيام بواجبات البحث، ثم: فهرس ألفبائي، لكتب غريب القرآن، وختام ذلك: فهرس لموضوعات البحث.
1 / 2
وقد بذلت - في كل ذلك - غاية الجهد الذي منَّ الله عليّ به، فإن أصبت: فذلك بتوفيقه تعالى وعونه، وإن كانت الأخرى: فحسبي أني اجتهدت، ولكل مجتهد نصيب!
وختامًا: أدعو الله العلي القدير، أن يتقبل هذا العمل المتواضع، وأن يجعله في سجل حسناتي، وسجل حسنات والديّ (يرحمهما الله) .
وآخر دعوانا: أن الحمد لله رب العالمين،،،
د. فوزي يوسف الهابط
١٣ من ذي الحجة ١٤٢٠هـ /١٩ من مارس ٢٠٠٠م
1 / 3
تمهيد:
المعاجم اللغوية - عامة -: هي التي تحصر ألفاظ اللغة، وترتبها ترتيبا خاصا، يساعد الباحث في العثور على اللفظ، والتعرف عليه بشرح مدلوله.
أو تيسر له: وسيلة العثور على مجموعة من الألفاظ، التي يجمعها موضوع واحد (١) .
والمعجم الكامل:"هو الذي يضم كل كلمة في اللغة [على قدر الإمكان] مصحوبة بشرح معناها، واشتقاقها، وطريقة نقطها، وشواهد تبين مواضع استعمالها". (٢)
وهناك معاجم خاصة، تهتم بألفاظ موضوعات خاصة، وليست عامة، ومنها: معاجم غريب القرآن، التي نحن بصدد الحديث عنها.
_________
(١) انظر: المعاجم العربية - الكتاب الأول- د. عبد السميع محمد أحمد: ص ١٨ - نشر: دار الفكر العربي بمصر.
(٢) أحمد عبد الغفور عطار - الصحاح ومدارس المعجمات العربية:ص ٣٨ - ط. دار الكتاب العربي بمصر.
1 / 4
المبحث الأول: الغريب اللغوي والغريب القرآني
الغريب اللغوي:
كل ما ورد في مادة (غ ر ب) يفيد البُعد، ومنه: رجل غريب: بعيد عن أهله، ليس من سائر القوم.
ومنه: كلمة غريبة: أي بعيدة عن الفهم (١) .
وذكر الخطَّابِي (٢) (ت ٣٨٨هـ) أن الغريب - من الكلام - يقال به على وجهين: أحدهما: أن يُراد به: بعيد المعنى، غامضه، لا يتناوله الفهم إلا عن بُعد، ومعاناة فكر.
والآخر: أن يراد به: كلام من بَعُدت به الدار، من شواذِّ قبائل العرب، فإذا وقعت إلينا الكلمة من لغاتهم: استغربناها! وإنما هي كلام القوم وبيانهم.
ويزيد الزجّاجي (ت٣٧٧هـ) أمر الغريب اللغوي وضوحًا، حين يُعرِّفه بأنه (٣): "ما قل استماعه من اللغة، ولم يَدُرْ في أفواه العامّة، كما دار في أفواه الخاصّة، كقولهم: صَمَكْتُ الرجُل، أي: لَكَمْتُه، وقولهم للشمس: يُوحُ" (٤)
_________
(١) انظر: لسان العرب (غ ر ب) وغريب الحديث للخطابي - تح. عبد الكريم العزباوي: ١/٧٠ - نشر جامعة أم القرى ١٤٠٢هـ / ١٩٨٢م.
(٢) غريب الحديث: ١/٧٠،٧١.
(٣) الإيضاح في علل النحو - تح. مازن مبارك: ص ٩٢ - نشر: دار النفائس ببيروت ١٣٩٣هـ/ ١٩٧٣م
(٤) من أسماء الشمس - اللسان (ي وح) .
1 / 5
ثم ينبهنا إلى أنه "ليس كل العرب يعرفون اللغة كلها، غريبها وواضحها، ومستعملها وشاذها، بل هم - في ذلك - طبقات، يتفاضلون فيها، كما أنه: ليس كلهم يقول الشعر، ويعرف الأنساب كلها، وإنما هو في بعض دون بعض"! (١)
وقريب من هذا: ما ذهب إليه ابن الأثير (ت٦٠٦هـ) حين قسَّم الألفاظ المفردة إلى قسمين (٢): أحدهما: خاص، والآخر: عام.
أما العام: فهو ما يشترك في معرفته، جمهور أهل اللسان العربي، مما يدور بينهم في الخطاب، فهم - في معرفته - سواء، أو قريب من السواء، تناقلوه فيما بينهم، وتداولوه، وتلقفوه من حال الصغر - لضرورة التفاهم - وتعلموه.
وأما الخاص: فهو ما ورد فيه من الألفاظ اللغوية، والكلمات الغريبة الحوشيّة، التي لا يعرفها إلا من عُني بها، وحافظ عليها، واستخرجها من مظانها، وقليل ما هم!
وذهب ابن الهائم (ت ٨١٥هـ) إلى "أن الغريب يقابله المشهور، وهما أمران نِسبِيَّان، فربَّ لفظ يكون غريبًا عند شخص، مشهورا عند آخر" (٣) .
_________
(١) الإيضاح في علل النحو: ص ٩٢.
(٢) النهاية في غريب الحديث - تح. طاهر الزاوي ومحمود الطناحي: ١/٤ -نشر: المجلس الأعلى للشئون الإسلامية - بمصر.
(٣) التبيان في غريب القرآن - تح. د. فتحي الدابولي: ص ٤٨٥- نشر: دار الصحابة للتراث بطنطا: ١٤١٢هـ/١٩٩٢م
1 / 6
الغريب القرآني:
أما الغريب في القرآن الكريم: فهو الألفاظ القرآنية، التي يُبْهَم معناها على القارئ، والمفسر وتحتاج إلى توضيح معانيها، بما جاء في لغة العرب، وكلامهم (١) .
وذلك: لأن ألفاظ القرآن - أو لغاته، كما يقول أبو حيان الأندلسي (ت٧٤٥هـ) – "على قسمين (٢):
قسم: يكاد يشترك في معناه، عامة المستعربة، وخاصتهم، كمدلول السماء، والأرض، وفوق، وتحت.
وقسم: يختص بمعرفته، من له اطلاع وتبحُّر في اللغة العربية، وهو الذي صَنّف أكثر الناس فيه، وسمَّوه: غريب القرآن".
أهمية معرفة غريب القرآن:
ومعرفة غريب القرآن - بالنسبة للمفسر - من أهم أدواته، لأنها من أوائل المُعَاوِن، لمن يريد أن يدرك معانيه، كتحصيل اللَّبِنِ، في كونه من أول المُعاوِن، في بناء ما يريد أن يبنيَه.
وليس ذلك نافعًا في علم القرآن فقط، بل هو نافع في كل علم من علوم الشرع! فألفاظ القرآن: هي لُبُّ كلام العرب، وزُبْدتُه، وكرائمُه، وعليها اعتماد الفقهاء، والحُكام في أحكامهم، وحِكَمِهم، وإليها مفزع حُذّاق الشعر، والبلغاء، في نظمهم وشعرهم، وما عداها - وعدا الألفاظ المتفرعات
_________
(١) انظر: معجم مصنفات القرآن الكريم – د. على شواخ: ٣/٢٩١- نشر دار الرفاعي بالرياض: ١٤٠٤هـ/ ١٩٨٤م، والعمدة في غريب القرآن - لمكي بن أبي طالب - تح. د. يوسف المرعشلي: ص ١٤ من مقدمة التحقيق - نشر مؤسسة الرسالة - ط٢: ١٤٠٤هـ / ١٩٨٤ م.
(٢) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب - لأبي حيان الأندلسي - تح.سمير المجذوب: ص ٤٠ - ط١- نشر: المكتب الإسلامي: ١٤٠٣هـ / ١٩٨٣م.
1 / 7
عنها، والمشتقات منها - هو - بالإضافة إليها - كالقشور والنوى، بالإضافة إلى أطايب الثمرة، وكالحثالة والتبن، بالإضافة إلى لُبوب الحنطة! (١)
ومن أجل ذلك: فقد نبه الزركشي (٢) (ت٧٩٤هـ) إلى ضرورة معرفة الغريب، والإحاطة باللغة، بالنسبة للمفسر، وساق - في هذا المجال - قول الإمام مالك بن أنس (ت١٧٩هـ): "لا أُوتَى برجل يفسّر كتاب الله، غيرَ عالم بلغة العرب، إلا جعلته نكالا"
ثم قولَ مجاهد (٣) (ت١٠٤هـ): "لا يحل لأحد- يُؤمن بالله واليوم الآخر – أن يتكلم في كتاب الله، إذا لم يكن عالمًا بلغات العرب".
كما ذكر (الزركشي) (٤): أن الكاشف عن معاني القرآن، يحتاج “إلى معرفة علم اللغة: اسما، وفعلًا، وحرفًا، فالحروف - لقلتها - تكلم النحاة على معانيها، وأما الأسماء والأفعال: فيؤخذ ذلك من كتب اللغة“.
تفاوت نظرة المفسرين إلى الغريب:
ولم ينظر علماء اللغة، والمهتمون بأمر غريب القرآن، إلى ذلك الغريب، نظرة واحدة، بل تفاوتت نظراتهم إليه، فما يعده بعضهم غريبًا، قد يكون عند غيره: غير غريب!
ولذلك: لم تتفق كتب الغريب، فيما أوردته من ألفاظه، فبعضها: يذكر ألفاظا على أنها من الغريب، وبعضها: يُهمل بعض هذه الألفاظ، ويذكر ألفاظًا أخرى، هي - في رأي مصنفي تلك الكتب - من الغريب! (٥)
_________
(١) مفردات ألفاظ القرآن - للراغب الأصفهاني - تح. صفوان داوودي: ص ٥٥ - ط١ - نشر دار القلم بدمشق، والدار الشامية ببيروت: ١٤١٢هـ / ١٩٩٢م.
(٢) البرهان في علوم القرآن - تح. محمد أبو الفضل إبراهيم: ١/٢٩٢ - دار التراث بمصر.
(٣) هو: مجاهد بن جبر المكي - انظر: طبقات المفسرين: ٢/٣٠٨.
(٤) البرهان: ١/٢٩١.
(٥) بهجة الأريب في بيان ما في كتاب الله العزيز من الغريب - لابن التركماني - تح.د. محمد رياض كريم: ص ١٦ من مقدمة التحقيق - ط١ مط. التركي بطنطا: ١٤١٩هـ / ١٩٩٨م
1 / 8
وهذا مما يتفق مع ما قاله ابن الهائم (١): "لا شك أن الغريب يقابله المشهور، وهما أمران نسبيان، فربّ لفظ يكون غريبًا عند شخص، مشهورًا عند آخر".
وقد ظهر ذلك واضحًا، في الكتب الأوائل، التي ألفت في الغريب، حيث كان صغر حجمها، وقلة موادها، لافتًا للنظر!
ويتجلى ذلك: في وصف حاجي خليفة (ت١٠٦٧هـ) لكتاب أبي عبيدة (ت٢١٠هـ) في الغريب، حيث أخبر (٢): أنه جمع كتابًا صغيرًا، ثم استدرك قائلًا: "ولم تكن قلته لجهله بغيره، وإنما ذلك لأمرين:
أحدهما: أن كل مبتدئ بشيء لم يُسبق إليه يكون قليلًا ثم يكثر.
والآخر: أن الناس كان فيهم - يومئذ- بقية، وعندهم معرفة، فلم يكن الجهل قد عمّ".
ومن أجل ذلك أقول: إن حركة التأليف في غريب القرآن، قد تطورت تطورًا كبيرًا، من بدايتها، إلى عصرنا الحاضر، وسيظهر هذا واضحًا جليًا، عندما نستعرض مؤلفات غريب القرآن.
ولكن السمين الحلبي (ت٧٥٦هـ) لم يفطن إلى هذه الحقيقة العلمية، التي تتعلق بتفاوت نظرات أهل الغريب، إلى الغريب، ولذلك نجده قد أخذ على الراغب الأصفهاني (ت في حدود: ٤٢٥هـ) إغفاله بعض ألفاظ الغريب القرآني، في كتابه: (مفرادات ألفاظ القرآن) حيث قال (السمين الحلبي) (٣):
_________
(١) التبيان في غريب القرآن: ص ٤٨٥.
(٢) كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون - لحاجي خليفة: ٢/١٢٠٣ - نشر دار الفكر: ١٤٠٢هـ/ ١٩٨٢م.
(٣) عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ - للسمين الحلبي - تح. محمد باسل عيون السود: ص ٣٨ -ط١ -نشر دار الكتب العلمية ببيروت: ١٤١٧هـ / ١٩٩٦م.
1 / 9
(قد أغفل في كتابه ألفاظًا كثيرة، لم يتكلم عليها، ولا أشار في تصنيفه إليها، مع شدة الحاجة إلى معرفتها، وشرح معناها، ولغتها) ثم أورد بعض المواد التي أغفلها الأصفهاني (١) .
وأعتقد - في ضوء ما عرفنا، من تفاوت نظرات أهل الغريب إلى الغريب - أن ما أخذه السمين الحلبي، على الراغب الأصفهاني، ليس مأخذا يلتفت إليه، لأن المسافة الزمنية بينهما، أو بين عصريهما: طويلة، حيث تزيد على ثلاثة قرون، وهذه المسافة الزمنية: كفيلة بتغير اللغة، والعلم بها، حتى إنه ما كان معروفا في عصر الأصفهاني (القرن الخامس الهجري) ولا يحتاج إلى تفسير، أضحى مجهولًا في عصر السمين (القرن الثامن الهجري) ويحتاج إلى تفسير!
_________
(١) المرجع السابق: ص ٣٩.
1 / 10
المبحث الثاني: غريب القرآن وبداية المعجم العربي
ارتبطت بداية المعجم العربي، بغريب القرآن، ارتباطًا وثيقًا!
فقد أوجَدَتْها: الحاجة إلى تفسير ألفاظ قرآنية، خفيت على بعض العرب، الذين لم يكن لهم عهد بها! ربما لأنها لم تكن من لغة قبائلهم، فالقرآن عربي، ونزل بلغة العرب عامة، ولكن: كانت فيه ألفاظ خاصة ببعض القبائل، دون بعضها الآخر (١)، فاحتاج الأمر: إلى أن تُفَسّر هذه الألفاظ، حتى لا يظل - في القرآن - لفظ غامض، على أحد من العرب المسلمين.
فقد وردت أخبار، تداولها الرواة، حتى سُجّلت، ووصلت إلينا، وعرفنا منها: أن "الصحابة - وهم العرب العرباء، وأصحاب اللغة الفصحى، ومن نزل القرآن عليهم، وبلغتهم - توقفوا في ألفاظ، لم يعرفوا معناها، فلم يقولوا فيها شيئًا.
فـ[قد] أخرج أبو عبيد – في الفضائل – عن إبراهيم التيمي، أن أبا بكر الصديق ﵁ سُئل عن قوله تعالى: ﴿وَفَاكِهَةً وَأَبًّا﴾ (عبس: ٣١) فقال: أي سماء تُظِلني، وأي أرض تُقِلّني، إن قلت: في كتاب الله ما لا أعلم؟!
_________
(١) انظر: الإتقان في علوم القرآن - للسيوطي - تح. محمد أبو الفضل إبراهيم: ٢/٨٩-١٠٤ -ط٣ - نشر: دار التراث بمصر.
1 / 11
وأَخرَجَ عن أنَسٍ ﵁ أن عمر بن الخطاب ﵁ قرأ على المنبر: ﴿وَفَاكِهَةً وَأَبًّا﴾ (عبس: ٣١) فقال: هذه الفاكهة قد عرفناها، فما الأبّ؟ ثم رجع إلى نفسه فقال: إن هذا هو الكَلَفُ يا عمر!
وأخرج - عن طريق مجاهد- عن ابن عباس ﵄ قال: كنت لا أدري ما ﴿فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ﴾ (فاطر: ١) حتى أتاني أعرابيان، يختصمان في بئر، فقال أحدهما: أنا فطرتُها، يقول: أنا ابتدأتها.
وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جُبير، أنه سُئل عن قوله [تعالى]: ﴿وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا﴾ (مريم: ١٣) فقال: سألت عنها ابن عباس، فلم يُجِب فيها شيئًا! " (١)
وهذا - إن دل على شيء، فإنما - يدل على أن هذه الألفاظ - التي توقف أمامها، بعض كبار الصحابة ﵃ كانت غريبة على بيئتهم الحجازية، وإن لم تكن غريبة على بعض البيئات العربية الأخرى، بدليل نزولها في القرآن الكريم (٢) .
ومما يؤكد هذا الأمر، ويزيده وضوحًا: تلك الرواية، التي ذكرها القرطبي (٣)، إسنادًا إلى سعيد بن المسيب، الذي قال: بينما عمر بن الخطاب ﵁ على المنبر، قال: يا أيها الناس: ما تقولون في قول الله ﷿: ﴿أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ﴾ (النحل: ٤٧)؟ فسكت الناس، فقال شيخ من هذيل: هو لُغتنا يا أمير المؤمنين، التخوّف: التنقُّص. فقال عمر ﵁: أتعرفُ العربُ ذلك في أشعارهم؟ قال: نعم، قال شاعرنا، أبو كبير الهُذَلي - يصف ناقة تنقَّصَ السَّيْر سَنامَها، بعد تمْكه (٤) واكتنازه -:
تَخَوَّف الرَّحْلُ مِنْهَا تَامِكًا قَرِدا ... كما تَخوَّفَ عُودَ النَّبْعَةِ السَّفَنُ (٥)
_________
(١) الإتقان في علوم القرآن: ٢/٤.
(٢) انظر: "النوع السابع والثلاثون فيما وقع في القرآن بغير لغة أهل الحجاز" - الإتقان: ٢/٨٩-١٠٤.
(٣) الجامع لأحكام القرآن - تح.د. محمد إبراهيم الحفناوي: ١٠/١١٦- نشر: دار الحديث بالقاهرة.
(٤) تَمك السنام: اكتنز وتجمع - القاموس المحيط (ت م ك) .
(٥) السفَن: كل ما يُنْحت به الشيء - المرجع السابق (س ف ن) .
1 / 12
فقال عمر ﵁: "يا أيها الناس: عليكم بديوانكم، شِعْر الجاهلية، فإن فيه تفسير كتابكم، ومعاني كلامكم (١) .
ورأْيُ أمير المؤمنين هذا: اتفق تمامًا مع رأي حَبْر الأمة، عبد الله بن عباس ﵁ الذي قال: (٢)
"الشعر ديوان العرب، فإذا خفى علينا الحرف من القرآن - الذي أنزله الله بلغة العرب - رجعنا إلى ديوانها، فالتمسنا معرفة ذلك منه".
ولم يكتف بذلك، بل دل الناس، على الطريق الذي يفسر لهم ما غمض من ألفاظ القرآن الكريم، حين قال (٣): "إذا سألتموني عن غريب القرآن: فالتمسوه في الشعر، فإن الشعر ديوان العرب".
ويبدو أن هذا الرأي، كان له صدًى عند كثير من العرب، الذين يعرفون أسرار العربية، في ذلك الزمان الباكر من العصر الإسلامي.
فها هو نافع بن الأزرق (٤)، ورفيقه: نَجْدة بن عُوَيمر (٥)، قد أثارهما أن ابن عباس ﵄ كان جالسًا بفناء الكعبة، وحوله الناس يسألونه عن تفسير القرآن، فقال نافع لنجدة: قُم بنا إلى هذا الذي يجترئ على تفسير القرآن بما لا علم له! فقاما إليه، فقالا: إنا نريد أن نسألك عن أشياء من كتاب الله تعالى، فتفسرها لنا، وتأتينا بمصادقة من كلام العرب، فإن الله تعالى، إنما أنزل القرآن بلسان عربي مبين.
_________
(١) أخرج الطبري هذا الأثر مختصرًا - انظر: جامع البيان عن تأويل القرآن: ١٤/٧٧ ط. الأميرية بمصر.
(٢) الإتقان: ٢/٥٥.
(٣) الإتقان: ٢/٥٥.
(٤) هو: نافع بن الأزرق بن قيس، الحنفي، الحروري، رأس الأزارقة الخوارج، وإليه نسبتهم، كان أمير قومه، وفقيههم (ت٦٥هـ) انظر: لسان الميزان – لابن حجر العسقلاني – تح: عادل أحمد، وآخرين: ٦/١٨٨ -نشر: دار الكتب العلمية ببيروت: ١٤١٦هـ /١٩٩٦م.
(٥) هو: نجدة بن عامر، الحروري، الحنفي، رأس الفرقة النجدية من الخوارج (ت٧٠هـ) انظر: المرجع السابق: ص ١٩٣.
1 / 13
فقال ابن عباس: سلاني عما بدا لكما.
فقال نافع: أخبرني عن قوله تعالى: ﴿عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ﴾ (المعارج: ٣٧)
قال: العِزُون: حلَقُ الرِّفَاقِ.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت عبيد بن الأبرص، وهو يقول:
فجاؤوا يُهرَعون إِلَيْه حَتَّى ... يكونوا حَوْلَ مِنْبَرِه عِزينا؟
إلخ ذلك من الأسئلة والإجابات، التي احتلت في الإتقان صفحات كثيرة (١) .
_________
(١) انظر: الإتقان: ٢/٥٦-٨٨.
1 / 14
المبحث الثالث: نمو الحاجة إلى تفسير غريب القرآن
كان العرب المسلمون، في أيام رسول الله ﷺ يلجأون إليه، للسؤال عما غمض عليهم.
فقد ورد: أنه ﷺ كان يرد على التساؤلات، التي كانت تدور حول ألفاظ القرآن الكريم، وغيرها.
ومن ذلك: ماروي من أنه سئل ﷺ عن تفسير قوله تعالى: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾ (يونس: ٢٦) .
فقال - فيما يرويه عنه أنس ﵁: "للذين أحسنوا العمل في الدنيا: لهم الحُسنَى، وهي الجنة، والزيادة: النظر إلى وجه الله تعالى" «١) .
ولم تكن أسئلتهم له ﷺ حول غريب القرآن الكريم كثيرة، لأنهم كانوا يعرفون أكثر ما يقوله، حيث كان اللسان العربي، ما يزال صحيحًا، محروسًا، لا يتداخله الخلل، ولا يتطرق إليه الزلل (٢) .
وبعد لحاق الرسول ﷺ بالرفيق الأعلى: كان الناس يتجهون إلى أهل العلم باللغة، من كبار الصحابة ﵃ فيسألونهم عما غمض عليهم في كتاب الله تعالى.
وكان أهل العلم هؤلاء: يؤدون عمل المعاجم (٣)، التي لم تكن قد ابتكرت عربيًا بعد، حيث كانوا يجيبون الناس إجابات، مستوحاة مما يحفظون
_________
(١) تفسير القرطبي: ٨/٣٠٦، وانظر: تفسير القرآن العظيم - لابن كثير - تح. سامي السلامة: ٤/٢٦٣ - نشر: دار طيبة للنشر بالرياض: ١٤١٨هـ /١٩٩٧م.
(٢) انظر: النهاية في غريب الحديث: ١/٤.
(٣) انظر: الصحاح ومدارس المعجمات العربية - أحمد عبد الغفور عطار: ص ٤٠.
1 / 15
من شعر، أو يعون من نثر، حيث كان الشعر - المحفوظ رواية - يعد ديوان العرب، الذي يراجعونه، حين يخفى عليهم معنى، أو لفظ في القرآن الكريم.
ابن عباس يقوم بدور المعجم المفسر.
وقد كان عبد الله بن عباس ﵄ (٣ ق. هـ-٦٨هـ) - بما وهبه الله من العلم -: أبرز من قام بهذا الدور، في صدر الإسلام، بعد وفاة الرسول ﷺ.
ولذلك: كان يجلس في فناء الكعبة، ليسأله الناس عما غمض عليهم، في كتاب الله تعالى (١) .
وأشهر المسائل التي رد عليها: هي مسائل نافع بن الأزرق - التي سبق الحديث عنها - والتي بلغت: مائة وتسعين مسألة (٢)، أجاب عنها ﵁ مفسرًا، ومستشهدًا على ما يقوله - في تفسيرها - بالأشعار!!
ولا عجب في ذلك! فقد دعا له النبي ﷺ قائلًا: "اللهم فقّهه في الدين، وعلّمه التأْوِيل" (٣) .
وقال عنه عبد الله بن مسعود ﵁ "نِعم ترجمان القرآن: ابن عباس" (٤)
_________
(١) انظر: الإتقان: ٢/٦.
(٢) في: معجم المعاجم - لأحمد الشرقاوي: ص ٥، ٦- ط٢ دار الغرب الإسلامي: ١٩٩٣م - أنها نيّف وثمانون مسألة، وما ذكرته: حسب رواية الإتقان: ٢/٥٥-٨٨.
(٣) انظر: فتح الباري - لابن حجر العسقلاني - حقق أصولها وأجازها الشيخ عبد العزيز بن باز: ١/٢٢٩ - نشر: دار الفكر ببيروت ١٤١٦هـ / ١٩٩٦م – وفي سير أعلام النبلاء – للذهبي – تح. محمد نعيم العرقسوسي، ومأمون صاغرجي: ٣/٣٣٧- نشر مؤسسة الرسالة ببيروت – ط٢ – ١٤٠٢/١٩٨٢- برواية: (اللهم علمه التأويل وفقهه في الدين) .
(٤) انظر: سير أعلام النبلاء: ٣/٣٤٧، والبداية والنهاية - لابن كثير - تح. محمد عبد العزيز النجار: ٨/٣٢٣ - نشر مكتبة الأصمعي بالرياض.
1 / 16
وقال أبيّ بن كعب ﵁ وكان ابن عباس عنده، فقام: "هذا يكون حَبْر هذه الأمة" (١) .
ولذلك: وُصف بأنه» الرائد الجريء، في البحث عن غريب القرآن، والتنقير عن معانيه، والاستشهاد عليه بالأشعار، والتصدّي لإجابة السائلين فيما جهلوه منه، بسعة معرفة، ورحابة صدر «(٢) .
اجتهادات ابن عباس: باكورة معاجم تفسير الغريب.
ومن هنا: فإنه تُعد اجتهادات ابن عباس ﵄ التي رواها عنه أصحابه، والآخذون عنه - أول باكورة في معاجم تفسير غريب القرآن الكريم، فقد "ورد عنهم: ما يستوعب تفسير غريب القرآن، بالأسانيد الصحيحة" (٣) .
ولهذه التفاسير الباكرة قيمتها اللغوية، والتفسيرية، وذلك لأنها "تقف من يدرُس القرآن، على معاني ألفاظه عند العرب، حين أوحاه الله، إلى رسوله ﷺ.
فكثيرًا ما تتغير قِيَم الألفاظ، وإن لم تتغير معانيها تغيُّرا أساسيًا، ونحن أحوج ما نكون، إلى معرفة القِيَم التي كانت لكل لفظ من ألفاظ القرآن الكريم حين نزوله.
صحيح أن المفسرين شرحوا لنا مراقي هذه الألفاظ، ومعانيها، لكن هؤلاء المفسرين: جاءوا بعد قرون من نزول الكتاب الكريم، وبعد أن كانت قيم الألفاظ، قد ازدادت قوتها، أو نقصت!
_________
(١) انظر: سير أعلام النبلاء: ٣/٣٤٧،٣٤٨.
(٢) معجم المعاجم: ص ٥، ٦.
(٣) الإتقان: ٢/ ٥.
1 / 17
فلابد للباحث في كتاب الله - ليكون بحثه علميًا دقيقًا - من أن يقف على القيم الدقيقة لهذه الألفاظ حين نزولها، حتى يبلغ الغاية من الدقة المرجوّة" (١) .
وقفة مع ما أُثر عن ابن عباس في تفسير غريب القرآن
نسبت إلى ابن عباس ﵄ تفاسير عديدة، لغريب القرآن الكريم، وبَعد نظرة متأملة إلى هذا الذي نسب إليه: نجد بعضه جيدًا، يُطمأن إليه، ويوثق بما قيل فيه.
وبعضه منحول إليه، ولم يصح - رواية - عنه!
ومن أصح الروايات المنسوبة إليه في تفسير الغريب القرآني:
١- رواية علي بن أبي طلحة، الهاشمي بالولاء (ت١٤٣هـ) (٢) أو صحيفته، التي دوّن فيها: مارواه عن مجاهد، أو سعيد بن جبير عن ابن عباس، والتي قال فيها الإمام أحمد بن حنبل (ت٢٤١هـ): "بمصر صحيفة - في التفسير- رواها علي بن أبي طلحة، لو رَحَل رجل فيها إلى مصر - قاصدًا - ما كان كثيرًا" (٣) .
وقال عنها السيوطي (٤): "إنها من أصح الطرق عن ابن عباس، وعليها اعتمد البخاري - في صحيحه - مرتبًا على السور".
_________
(١) من تقديم الدكتور محمد حسين هيكل لكتاب: معجم غريب القرآن -لمحمد فؤاد عبد الباقي: ص (د) -ط٢ نشر: دار إحياء الكتب العربية بمصر.
(٢) انظر: ميزان الاعتدال في نقد الرجال - للذهبي - تح. على محمد البجاوي: ٣/١٣٤ - نشر: دار المعرفة ببيروت.
(٣) انظر: الإتقان: ٢/٥.
(٤) انظر: المرجع السابق - نفسه.
1 / 18
وقد ذكر السيوطي محتويات هذه الصحيفة، في الإتقان (١) .
وهذه الصحيفة: لم تكن خاصة بغريب القرآن فقط، بل كان فيها تفسير تام لبعض الآيات، وفيها ذكر للناسخ والمنسوخ من الآيات، كما تعرضت لأسباب النزول (٢) .
٢- مسائل نافع بن الأزرق، التي سبقت الإشارة إليها، والتي رواها: حُميد الأعرج، وعبد الله بن أبي بكر بن محمد عن أبيه (٣) .
وقد نشرها - محققة- د. إبراهيم السامرائي، تحت عنوان: مسائل نافع بن الأزرق، في غريب القرآن، وطبع تحقيقه في بغداد: ١٩٦٩م (٤) .
أما أوْهَى التفاسير، المنسوبة إلى ابن عباس ﵄، فهو التفسير المسمى: (تنوير المقباس من تفسير ابن عباس) وهو من طريق: محمد ابن مروان (السّدّى الصغير) عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس (٥) .
وقد جمعه الفيروزآبادي (محمد بن يعقوب - ت ٨١٧ هـ) صاحب القاموس المحيط (٦)، من كتب التفاسير، التي أدخل أصحابها هذا الطريق، في تفاسيرهم، كالثعلبي، والواحدي.
_________
(١) انظر: ج ٢ ص ٦ - ٥٤.
(٢) انظر: بحثا للدكتور محمد كامل حسين، نشر في مقدمة: معجم غريب القرآن - لمحمد فؤاد عبد الباقي: ص: كب إلى كه.
(٣) انظر هذه المسائل كاملة، في: الإتقان: ٢/٥٥-٨٨.
(٤) انظر: معجم المعاجم: ص ٧.
(٥) انظر: تنوير المقباس - على هامش مصحف شريف: ص ٢ - نشر: دار الكتب العلمية بيروت.
(٦) طبقات المفسرين- للداوودي - تح. علي محمد عمر: ٢/٢٧٦- مكتبة وهبة بالقاهرة:١٣٩٢هـ/١٩٧٢م.
1 / 19
وهذا التفسير: لا يُعتمد عليه، ولا تصح نسبته إلى ابن عباس (١)، لأنه - كما قال السيوطي (٢) (ت٩١١هـ) - من أوهى طرق التفسير، المروية عن ابن عباس، كما وَصَف سلسلة روايته، بأنها: سلسلة الكذب (٣) .
ولعل سبب كثرة هذه الروايات المختلقة، المنسوبة إلى ابن عباس ﵄: أن أصحابها كانوا يتقربون بروايتها، إلى الخلفاء العباسيين، أحفاد عبد الله بن عباس ﵁، كما أكثروا منها: رفعًا لقدره العلمي.
ولذلك: فقد روى عنه: ما لا يُحصى كثرة، بحيث لا تخلو آية من آيات القرآن، إلا ولابن عباس فيها قول، أو أقوال، قد يكون بعضها مناقضًا للآخر (٤) !
زيادة الحاجة إلى تفسير غريب القرآن
ولما كثرت الفتوح الإسلامية، ودخل الناس في دين الله أفواجا، واختلط العرب بالعجم: امتزجت الألسنة، وتداخلت اللغات، ونشأت أجيال: تعلمت من اللسان العربي: مالابُد لها في الخطاب منه فقط، وحفظت من اللغة: ما لا غِنَى لها في المحاورة عنه، وتركت ما عدا ذلك، لعدم الحاجة إليه! وأهملته، لقلة الرغبة في الباعث عليه (٥) .
_________
(١) انظر: تفسير ابن عباس ومروياته في التفسير من كتب السنة -للدكتور عبد العزيز الحميدي: ١/٢٧-نشر: جامعة أم القرى.
(٢) الإتقان: ٤/٢٠٩.
(٣) المرجع السابق - نفسه.
(٤) أحمد أمين - فجر الإسلام: ص ٢٠٣ - ط ١٠- نشر: دار الكتاب العربي ببيروت.
(٥) النهاية في غريب الحديث - لابن الأثير: ١/٥.
1 / 20