Энциклопедия Древнего Египта (Часть первая): От доисторических времен до конца Ихнатонского периода
موسوعة مصر القديمة (الجزء الأول): في عصرما قبل التاريخ إلى نهاية العصرالإهناسي
Жанры
ثانيا:
الأوراق البردية التي كانت تحتوى على موضوعات إدارية أو قضائية أو أدبية، وخلافا لهذه المصادر فإن كل ما عثرنا عليه متشابه وعلى وتيرة واحدة، وأعنى بذلك النقوش التي عثرنا عليها في المقابر والمعابد، وكانت ترمي إلى غرض شخصي، فمثلا لم يكتب الملك على جدران معابده انتصاراته على أعدائه في حروبه إلا ليظهر قوته وسلطانه، ولم ينقش معاهدة صلح إلا ليظهر ما كسبه من أعدائه ونفوذه عليهم، وكذلك لم يسرد فرد من عظما القوم تاريخ حياته إلا ليظهر ما ناله من الحظوة عند مليكه لما قام به من الأعمال الجليلة له. أما باقي النقوش التي عثرنا عليها وهي الجزء الأكبر فكلها دينية محضة، وذلك لأنه لم يصلنا شيء من الكتابات الدنيوية إلا النزر اليسير، وسبب ذلك أن المصريين قد أقاموا في «الوجه القبلي» مقابرهم ومعابدهم في الجبال وعلى حافة الصحراء، وشيدوها من الحجر الصلد أو نحتوها في الصخر فبقيت لنا إلى الآن بما فيها من نقوش، أما مدنهم التي كانت تقام في الوادي المنزرع، والتي كانت تبنى باللبن فإنها قد محيت آثارها إلا بقايا قليلة جدا، وانمحى معها كل ما خلفوه من الكتابات التي كانت تدون على البردي إلا بعض أوراق نعثر عليها من وقت لآخر.
ومن بين الوثائق الهامة في التاريخ المصري التي عثرنا عليها قوائم أسماء الملوك ويرجع معظمها إلى عهد الدولة الحديثة، وأقدم هذه القوائم يرجع عهدها إلى حكم الملك «تحتمس الثالث»، وقد عثر عليها في المبني العظيم الذي أقامه بالكرنك في مدينة الأقصر ويطلق عليه اسم «قاعة الأعياد»، وهذه القائمة مكتوبة على جدران حجرة يطلق عليها الآن حجرة الأجداد، وأحجار هذه القاعة محفوظة الآن في متحف اللوفر، وقد وجدت فيها أسماء ملوك لم تظهر على القوائم التي عثرنا عليها في عهد الأسرة التاسعة عشرة، على أن قائمة «تحتمس الثالث» لم تكن أقدم وثيقة، بل نعلم أن هنالك قوائم أخرى مشابهة لها، وهناك تواريخ أخرى أقدم، وهذه التواريخ قد كتبت على لوحات من الحجر ونصبت في أماكن عامة وبخاصة في المعابد، وقد حفظ لنا جزء من لوحة من هذه الآثار، وهي تعرف بحجر بلرم، ويرجع تاريخها إلى الأسرة الخامسة كما أسلفنا.
وأهم من قائمة تحتمس الثالث قائمتا «العرابة» المدفونة «أبيدوس» وسقارة، ويرجع تاريخ الأولى إلى عهد «سيتي الأول»؛ أي في أوائل الأسرة التاسعة عشرة، والثانية من عهد «رعمسيس الثاني».
وقد أراد سيتي الأول أن يخلد ذكرى أجداده في إحدى قاعات معبده الذي شيده في «العرابة» المدفونة - وهو لا يزال حافظا لجزء عظيم من رونقه القديم - فبنى حجرة خاصة كتب على جدرانها قائمة بأسماء الملوك، وفي هذه القائمة تنتظم أهم ملوك مصر مبتدئة بالفرعون «مينا»، ويلاحظ في هذه القائمة أن في أسماء الملوك الذين ذكروا فيها قبل الأسرة الرابعة بعض الأخطاء، ولكن من بداية الأسرة الرابعة نجد الأسماء المذكورة على القائمة متفقة تمام الاتفاق مع الأسماء التي ذكرت في القوائم الأخرى. أما قائمة سقارة الملكية المحفوظة الآن بمتحف القاهرة، فإنها أقيمت في قبر الكاتب الملكي «تونوري»، وهذه القائمة لا تبتدئ باسم «مينا»، بل باسم خامس أخلافه «مربابا» أو «مربابن»، وهو الذي يطلق عليه اليونان اسم «ميبيس» في كتاب «مانيتون»، وهذه القائمة قد نقلت عن ورقة بردية، غير أنه لم يراع فيها الترتيب التاريخي لكثير من الأسرة المالكة.
وبجانب هذه القوائم المكتوبة على الأحجار، قد وصلت إلينا وثيقة أخرى يطلق عليها اسم ورقة «تورين»، وهي من عهد الأسرة التاسعة عشرة، ولم يكتف فيها كاتبها بذكر أسماء الملوك، بل ذكر السنين والشهور والأيام التي حكمها كل ملك، على أنه مما يؤسف له أن هذه الوثيقة لم تصل إلينا سالمة، ولو أنها وصلت كذلك لكانت تعد أهم وثيقة وصلت إلينا في هذه الناحية. بل حدث أنها مزقت إلى قطع عدة، ولم يتمكن العلماء إلى الآن من وضع كثير من قطعها في مكانها الأصلي من الورقة، وبرغم الفجوات التي نجدها في ورقة «تورين» فإنه قد ذكر فيها عدد عظيم من الملوك النكرات، لم يهتد العلماء إلى وضعهم في مكانهم التاريخي، وبخاصة الملوك الذين جاء ذكرهم في هذه الورقة بين الأسرة الثانية عشرة والأسرة الثامنة عشرة، ومن الأسف أن القوائم الأخرى قد ذكرتهم بطريقة مختصرة، ومهما يكن من شيء فإن أمثال هذه الورقة وغيرها من القوائم هي التي استعملها «مانيتون» السمنودي في القرن الثالث قبل الميلاد، وكذلك «أرستوستين».
وهنالك مصدر آخر وهو ما عثر عليه من آثار في الممالك المجاورة لمصر سواء أكانت هذه الآثار مصرية الأصل نقلت إلى هذه البلدان، أم كانت آثارا خاصة بالبلاد التي وجدت فيها، وذكر فيها شيء عن مصر والمصريين، مثال ذلك: التي وجدت في جزيرة كريت من الأسرة الثانية عشرة، وكذلك الآثار التي عثر عليها في فلسطين، وسوريا من أوائل الدولة القديمة أو في بلاد ما بين النهرين وما وراءها من عهد الأسرة الثامنة عشرة، وسنشير إلى ذلك في موضعه.
بقيت المصادر التي يعتمد عليها في تدوين تاريخ مصر منحصرة فيما نقله لنا الكتاب الإغريق والرومان وغيرهم، إلى أن كشف «شمبليون» عن أسرار اللغة المصرية القديمة من النقوش التي على حجر رشيد عام 1822، ومن ثم أخذ العلماء يستقون مصادرهم عن تاريخ مصر من النقوش مباشرة، وقد تكلمنا عنها سالفا، والآن نتناول باختصار أهم هؤلاء الكتاب الذين زاروا مصر وكتبوا عنها، فأول مؤرخ إغريقي كتب عن مصر هو «هيكاته الملاطي» الذي عاش حوالي عام 550ق.م وقد زار وادي النيل وتباحث مع الكهنة المصريين في «طيبة» عندما كان يضع شجرة الأنساب وتاريخه للوبيا.
وجاء من بعده «هيرودوت» حوالي عام 450ق.م وقد خصص الجزء الثاني من تاريخه العام لوصف مصر وتاريخها، وقد بدأ بزيارة الدلتا ومكث في منف وعين شمس مدة، ثم صعد في النيل إلى أن وصل إلى أسوان «الفنتين» وفي عودته عرج على الفيوم، وزار الدلتا ثانية ثم غادر البلاد من القزم، وأهم الأسئلة التي وضعها للكهنة كانت منصبة على أصل خرافة الآلهة وعلى التاريخ، وقد أخبره الكهنة أن «مينا» هو أول ملوك مصر، ثم عددوا له نقلا عن كتاب لديهم أسماء 340 ملكا، وقالوا له إن ما بين أول ملك وآخر ملك 341 جيلا من الناس، وإن كان ثلاثة أجيال تعادل مائة عام؛ أي إن تاريخ البشر عندهم يبلغ نحو 11340 عاما، وقبل هؤلاء الملوك كان يحكم الآلهة مصر، وقد أضاف «هيرودوت» إلى ما سمعه ما شاهده بنفسه، والواقع أن وصفه جاء صورة حية للحياة الاجتماعية والآثار التي شاهدها، ويمكن الاعتماد عليها في معظم الأحيان، وفي أوائل عهد البطالسة ظهر المؤرخ «هيكاته الأبدري» في بلاد بطليموس الأول ووضع كتابا غير أنه لم يصلنا منه غير مقتطفات قصيرة أشار إليها «ديدور» في كتاباته.
وفي هذا العصر كان يعيش كذلك «مانيتون» السمنودي، وهو أهم المؤرخين الذين كتبوا عن مصر، وقد أخبرنا المؤرخ اليهودي يوسف «جوزيف» أن «مانيتون» كان مصري الجنس، وكان كاهنا عظيما وكاتبا في المعابد وماهرا في لغة بلاده، وفي اللغة الإغريقية أيضا، وقد أمره بطليموس فيلادولف «الثاني» أن يضع مؤلفا عن مصر، فقام «مانيتون» بذلك، وحاول أن يضع أمام الإغريق صورة حقيقية عن تاريخ مصر منقولة عن النقوش المصرية، ويرجع عهد كتابة هذا التاريخ إلى ما قبل عام 270ق.م ومما يؤسف له أن هذا التاريخ قد وصلت لنا منه أجزاء مختصرة عن طريق المؤلف يوسف اليهودي «جوزيف» الذي ولد عام 37م، فقد ألف مقالا للرد على «أبيون » النحوي الإسكندري الذي كان يبغض اليهود من أعماق قلبه، وهو الذي ينسبهم إلى أنهم من أصل أبرص ومن منشأ دنس نجس، وقد طردهم المصريون من بلادهم مع موسى عليه السلام، فرد عليه يوسف بأن هؤلاء الدنسين هم الهكسوس الذين هم من نسل يعقوب ويوسف، وقد دخلوا مصر فاتحين وليسوا عبيدا، ولكي يؤيد رأيه نقل حرفيا بعض المقتطفات عن «مانيتون» في الفصل الخاص بالهكسوس وطردهم من مصر على يد ملوك الأسرة الثامنة عشرة، وشفع ذلك بجدول يحوي أسماء الملوك من عهد تحتمس الأول إلى عهد رعمسيس الرابع وعددهم 21 أسما مع ذكر سني حكمهم والشهر الذي حكم كل منهم فيه، ومن المحتمل جدا أن يوسف لم ينقل ذلك مباشرة عن «مانيتون» نفسه، بل يحتمل أنه نقله عن المختصر الذي وضعه المؤرخون نقلا عن «مانيتون». على أن هذا المختصر أخبرنا على الأقل أن «مانيتون» قد وضع جدولا تاما لأسماء ملوك مصر من أول «مينا» إلى عهد البطالسة، مع ذكر تواريخ مضبوطة لحكم كل منهم، ولذلك بقي مختصر «مانيتون» - وهو لا يزيد عن جدول بأسماء الملوك والأسرات مع ذلك بعض حقائق مختصرة - المصدر الأصلي لكتاب العصر المسيحي عن تاريخ مصر إلى أن كشف عن أسرار اللغة المصرية، وأهم هؤلاء الكتاب «سكستس جوليوس أبريكانوس»
Неизвестная страница