413

Энциклопедия этики, аскетизма и тонкостей

موسوعة الأخلاق والزهد والرقائق

Жанры

عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "انطلق ثلاثة نفر ممن كان قبلكم حتى آواهم المبيت إلى غار فدخلوه فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار، فقالوا: إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله تعالى بصالح أعمالكم، قال رجل منهم: اللهم إنه كان لي أبوان شيخان كبيران وكنت لا أغبق (أقدم في الشراب) قبلهما أهلا ولا مالا فنأي بي طلب الشجر يوما فلم أرح عليهما حتى ناما فحلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين، فكرهت أن أوقظهما وأن أغبق قبلهما أهلا ولا مالا فلبثت والقدح في يدي أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر والصبية يتضاغون عند قدمي فاستيقظا فشربا غبوقهما، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة، فانفرجت شيئا لا يستطيعون الخروج منه، قال الآخر: اللهم إنه كانت لي ابنة عم كانت أحب الناس إلى فأردتها على نفسي فامتنعت مني حتى ألم بها سنة # من السنين فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها ففعلت فلما قعدت بين رجليها، قالت. اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه، فانصرفت عنها وهى أحب الناس إلي وتركت الذهب الذي أعطيتها، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها، فقال الثالث: اللهم إني استأجرت أجراء وأعطيتهم أجرهم غير رجل واحد ترك الذي له وذهب فثمرت أجره حتى كثرت منه الأموال، فجاءني بعد حين فقال: يا عبد الله أد إلى أجري، فقلت: كل ما ترى من أجرك من الإبل والبقر والغنم والرقيق، فقال: يا عبد الله لا تستهزيء بي فقلت: لا أستهزيء بك، فأخذه كله فاستاقه فلم يترك منه شيئا، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة فخرجوا يمشون" [متفق عليه].

صور من العقوق

من العقوق أن يعتبر الولد نفسه مساويا لأبيه، وأن يتعاظم عن تقبيل يدي والديه، ومن العقوق أن يستحي أن يعرف بأبيه لاسيما إذا كان الولد في مركز مرموق، ومن العقوق ألا يقوم بحق النفقة على أبويه الفقيرين، ومن العقوق أن يرفع الولد صوته على أبيه.

جريج العابد

لا يخفى على أحد أن دعاء الوالدين مستجاب ولو كانا كافرين، وكانت أم جريج تنادي على ابنها جريج فلم يجبها فدعت عليه قائلة: اللهم أر جريجا الفاسقات، وكانت بنو إسرائيل إذا ذكر جريج بينهم يثنون عليه، لكثرة عبادته، فسمعت امرأة فاسقة ما يقولون فقالت: إن شئتم لأفتننه، قالوا: قد شئنا، فجاءت إليه لتفتنه فلم يلتفت إليها، فخرجت من عنده غاضبة، وذهبت إلى راع ففعلت معه الفاحشة، فحملت وولدت غلاما، فقال الناس لها: ممن هذا الغلام؟ قالت: من جريج، فأتوه فاستنزلوه فشتموه وضربوه، وهدموا صومعته فقال: ما شأنكم؟ قالوا: إنك فعلت الفاحشة بهذه المرأة فولدت غلاما، قال: وأين هو؟ قالوا: ما هو ذا، فقام وصلى، ثم انصرف إلى الغلام فضربه على بطنه، فقال له: يا غلام من أبوك؟ قال: أنا ابن الراعي، فوثبوا إلى جريج فجعلوا يقبلونه، وقالوا أنبني صومعتك من ذهب، قال: لا حاجة لي في ذلك، ابنوها من طين كما كانت.

Страница 31