Краткая энциклопедия по исламской истории
الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي
Жанры
وتوجيهها إلى أكبر عدد ممكن من ملوك العالم ورؤسائه وأمرائه،
فأعد عددا من أصحابه الكرام، ليكونوا سفراء بينه وبين الملوك
والرؤساء وحملهم رسائله إليهم، فأرسل «عبدالله بن حذافة
السهمى» برسالة إلى «كسرى أبرويز الثانى» ملك الفرس، و «دحية
بن خليفة الكلبى» برسالة إلى «هرقل الروم»، و «حاطب بن أبى
بلتعة» برسالة إلى «المقوقس» حاكم «مصر»، و «عمرو بن أمية
الضمرى» برسالة إلى «النجاشى» ملك «الحبشة»، و «العلاء بن
الحضرمى» برسالة إلى أمير «البحرين»، و «عمرو بن العاص» برسالة
إلى ملكى «عمان»، كما أرسل إلى سائر أمراء العرب فى
«الشام» و «اليمن».
وتعد هذه الرسائل نقطة تحول فى تاريخ الإسلام من ناحية، ونقطة
البداية فى علاقات الإسلام بالعالم الخارجى من ناحية أخرى، فعلى
أساسها وعلى ضوء ردود الأفعال عند من أرسلت إليهم من الملوك
تشكلت علاقات المسلمين مع الأمم الأخرى فى حالتى الحرب والسلام.
وسنكتفى بإيراد نص رسالة النبى - صلى الله عليه وسلم - إلى
«هرقل»، لأن الرسائل كلها تقريبا متشابهة فى نصوصها
ومضمونها، فهى دعوة سلمية إلى الإسلام، لم تتضمن أى تهديد أو
تلويح باستخدام القوة ضد من يرفض الإسلام، ونص الرسالة:
«بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد عبدالله ورسوله إلى هرقل عظيم
الروم، سلام على من اتبع الهدى .. أما بعد: فإنى أدعوك بدعاية
الإسلام، أسلم تسلم، وأسلم يؤتك الله أجرتك مرتين، فإن توليت
فعليك إثم الأريسيين - رعايا هرقل - ويا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة
سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا، ولا يتخذ بعضنا
بعضا أربابا من دون الله، فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون».
فماذا كان رد هرقل على هذه الرسالة السلمية؟ وماذا كانت نتائجها
ذكرت بعض المصادر التاريخية أن «هرقل» رد على رسالة النبى
- صلى الله عليه وسلم - ردا مهذبا بل إنه مال إلى الإسلام، ولكن الروم
Страница 56