Источник нежности о правителях султаната и халифата

Ибн Тагрибирди d. 874 AH
207

Источник нежности о правителях султаната и халифата

مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة

Исследователь

نبيل محمد عبد العزيز أحمد

Издатель

دار الكتب المصرية

Место издания

القاهرة

اتَّصل بالجو، وَوَقع بِبِلَاد خوزستان قِطْعَة حَدِيد من الْهَوَاء زنتها مائَة وَخَمْسُونَ [منا]، فَكَانَ لَهَا دوِي عَظِيم سقط مِنْهَا الْحَوَامِل؛ فَأَخذهَا السُّلْطَان، وَأَرَادَ أَن يعْمل مِنْهَا سَيْفا؛ فَكَانَت الْآلَات لَا تعْمل فِيهَا، وكل آلَة ضربوها بهَا تَكَسَّرَتْ. وَوَقعت بِبِلَاد تبريز زَلْزَلَة عَظِيمَة هدمتها كلهَا حَتَّى القلعة والسور، وَمَات تَحت الرَّدْم تَقْدِير مائَة ألف إِنْسَان، وَلبس أَهلهَا المسوح، وَتَضَرَّعُوا إِلَى الله [تَعَالَى]؛ لعظم هَذِه النَّازِلَة. وَفِي سنة سِتّ وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة أشيع بِبَغْدَاد وبالشام أَن جمَاعَة من الأكراد خَرجُوا يتصيدون؛ فَرَأَوْا فِي الْبَريَّة خيمة سَوْدَاء وسمعوا فِيهَا بكاء عَظِيما [ولطما] شَدِيدا، [وسمعوا قَائِلا] يَقُول: قد مَاتَ سيدوك ملك الْجِنّ وَأي بلد لم تبك أَهله وَلم تلطم عَلَيْهِ قلعناه من أَصله. فَكَانَت النَّاس الضُّعَفَاء الْعُقُول من الرِّجَال وَالنِّسَاء يخرجُون إِلَى الْمَقَابِر وينوحون ويلطمون. وَفِي سنة سِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة كَانَت بِمصْر وَالشَّام زلازل عَظِيمَة حَتَّى خربَتْ أَكثر الْبِلَاد، وَزَالَ الْبَحْر عَن السَّاحِل؛ فَنزل النَّاس يلتقطون مِنْهُ السّمك؛ فَرجع عَلَيْهِ الْبَحْر؛ فَغَرقُوا جَمِيعًا.

1 / 209