فانجردت بالرفق العصائب
عيدية مفعمة المناكب
بكل خف مستدير الجانب
وحيث خط الميل كف الكاتب
تاركة قران للمناكب
وشربا في جنح ليل واقب
انظر أيها القارئ كلام الرداعي تاركا شربا، وهو الوادي الذي يفيض على عكاظ في جنح الليل، ثم قال: «تاركة قران للمناقب»، وقران هو الوادي الذي تنعرج منه سكة عشيرة قبيل أن تطلع على السيل الصغير باق بهذا الاسم إلى هذا العهد يسمى قران، و«المناقب» معلوم أنها الريعان التي تقع بين السيل الكبير والسيل الصغير. هذا الاستناد الذي ذكرناه عن أحمد الرداعي. «الثاني»:
ما ذكره عرام بن الأصبغ في كتابه المسمى «جبال تهامة والحجاز ومحالها»، قال لما مر على ذكر عكاظ: «وهو في أرض مستوية ليس بها جبال، وإذا كنت في عكاظ طلعت عليك الشمس على حرة سوداء، وبه عبيلات بيض تطيف بها العرب في جاهليتهم ينحرون عندها» انتهى. فإني رأيت الأرض المستوية التي ليس بها جبال بعيني، ورأيت الحرة السوداء، ورأيت العبيلات البيض وأنا في صحبة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبد العزيز لما آب من قنصه، وما اشتبه علينا شيء منها. «الثالث»:
الذي عن الأصمعي في معجم البلدان، لما مر ياقوت على ذكر عكاظ، وكثر الروايات به فأصحها وأقربها للصواب قوله: قال الأصمعي: عكاظ نخل في واد، بينه وبين الطائف ليلة، وبينه وبين مكة ثلاث ليال، وبه كانت تقام سوق العرب بموضع منه يقال له الأثيدا، وبه كانت أيام الفجار، وكانت هناك صخور يطوفون بها ويحجون إليها. «الرابع»:
ما ذكره سعيد الأفغاني في كتابه المسمى أيام العرب، لما مر على أيام الفجار ذكر منها ثلاثة تسمى يوم العبلاء ويوم الحريرة ويوم شرب. واسمع عبارته حين قال على يوم العبلاء: عاد الأحياء المذكورون من هؤلاء وأولئك، فالتقوا من قابل في اليوم الثالث من أيام عكاظ بالعبلاء إلى جنب عكاظ، فاقتتلوا على التعبية التي تقدمت، فكان هذا اليوم لهوازن على قريش وكنانة، فأصيبت قريش وقتل أحد صناديدها العوام بن خويلد والد الزبير بن العوام، قتله مرة بن معتب الثقفي، وقال في ذلك شاعر من ثقيف يفتخر بقتله لما له من الخطر والشرف في قومه:
Неизвестная страница