Волна огня: сборник рассказов
موجة نار: مجموعة قصص
Жанры
حين دخلت الباحة التي تفصل الكنيسة عن المستشفى، تقدم إلي رجل الدين يلبس الثوب الأسود متمتما صلاة، وبين يديه الكتاب المقدس، وتمعن بي لحظة وسأل: أنت صديقه يا بني؟ - نعم، يا أبت! - لقد تأخرت يا بني. جاءت النهاية منذ ساعة في مطلع الفجر. انظر إلى هاتين اليدين المجرمتين، لقد قتلته أنا بيدي. رب عفوك عن عبدك الخاطئ الضعيف! إن صديقك جاءنا في الدير هناك في أعلى تلك الهضبة، وقد كان منهوكا؛ إذ لم يستطع أن يقطع كل الطريق بأوتوموبيله، فالجسر خربه اليابانيون قبل أن ينسحبوا، فاضطر صديقك لأن يمشي ورفاقه نحوا من أربعين كيلومترا. ووصل مستر جوهر متعبا في أول الليل يغتسل بعرقه. لقد نام عندنا في تلك الليلة. رب عفوك عن معاصي. أنت ترى أن الدير في أعلى الهضبة والبرد في الليل قارس، وليس عندنا حرامات، وحين دخلت غرفته في الصباح وجدته محموما يهذي، داء الجنب في رئتيه الاثنتين. إن ديري فقير يا بني. لقد جهدت في جمع المال وحرثنا وزرعنا وبعنا محصول أراضينا. لقد حاولت أن أشتري حرامات لنا ولجيراننا ففشلت. انظر! وانتزع رجل الدين ورقة من بين صفحات الكتاب المقدس قرأت فيها:
إن عرضك أربعة آلاف دولار ثمن ألفي حرام مرفوض؛ إذ إن شركة «مكحش وشركاهم» عرضت عشرة سنتيمات زيادة بالحرام؛ أي أربعة آلاف ومائتي دولار.
المخلصون
مكتب مخلفات الجيش
وفيما الأب يتضرع إلى الله من جديد أن يعفو عن خطيئاته ويتهم نفسه بجريمة قتل صديقي؛ لخلو الدير من الحرامات، أقبل دكتور المستشفى، فعرفني الكاهن إليه وسأله أن يسير بي إلى غرفة الميت؛ نمرو 8. وقبل أن أدير ظهري سألني الأب: «مسألة الصلاة عليه؛ هل كان صديقك يؤمن بالكتاب الأحمر الذي تتأبطه؟»
أجبت: لقد آمن به ثم كفر، يا أبتاه.
وماشيت الدكتور نحو غرفة إبراهيم، أستمع لذلك الطبيب يتكلم عن المريض الذي خسره غير آبه كتاجر تعود أن يفر منه زبون حينا بعد حين . وقبل أن نصل إلى باب الغرفة أوقفني وقال: «كان من المؤكد نجاة صديقك لو أن عندنا «بناسلين». في الشهر الماضي، حاولت شراء 500 زجاجة من مخلفات الجيش فخسرتها في المزايدة. شركة «مكحش وشركاهم» دفعت أكثر مني عشرة سنتيمات بالزجاجة. من هي هذه الشركة «مكحش» التي تشتري كل شيء؟» •••
وكشفت الشرشف الأبيض عن وجه إبراهيم، فبان وجهه المتضخم في لون الشمع، وقد تراخى شارباه الثائران إلى خطين مائعين، ونبت الشعر في وجهه طويلا بشعا، وشخصت عيناه باهتتين كعيني سمكة، وتطلعت إلى خلفه فرأيت سترته معلقة، معروكة، في عروتها زهرة قرنفل يابسة، وقد استوت فوق السترة برنيطته الموحلة وليس في شريطتها ريشة، وتحتها حذاؤه وقد وحدت الوحول ألوانه.
وبقيت وإبراهيم وحيدين في تلك الغرفة المظلمة، وليس معنا إلا كتاب «مجاني الأدب» يتأرجح في يدي، وقد قبضت عليه بإبهامي وسبابتي، في المكان المحروق، حيث أراد إبراهيم أن يولعه ويتلف لعنته.
الدواة
Неизвестная страница