رحمتي، وما من أهل قريةٍ ولا أهل بيت ولا رجل ببادية كانوا على ما أحببت من طاعتي ثم تحولوا عنها إلى ما كرهت من معصيتي إلا تحولت لهم عما يحبون من رحمتي إلى ما يكرهون من غضبي. رواه ابن مردويه (١). ٥٩ - وعن أبي وائل قال: خطب علي الناس بالكوفة فسمعته يقول في خطبته: أيها الناس إنه مَنْ يتفقر افتقر، ومَنْ يُعَمَّر ابتلي (٢)، مَنْ لا يستعد للبلاء (٣) إذا ابتلي لا يصبر، ومَنْ مَلَكَ استأثر، ومَنْ لا يستشر (٤) يندم. وكان يقول من وراء هذا الكلام: يوشك ألا يبقى من الإسلام إلا اسمه، ومن القرآن إلا رسمه. وكان يقول: ألا لا يستحي الرجلُ أن يتعلم، ومن يُسأل عمَّا لا يعلم أَنْ يقول: لا أعلم. مساجدكم يومئذ عامرة، وقلوبكم وأبدانكم خربة (٥) من الهدى، شرُّ مَنْ تحت ظل السماء فقهاؤكم، منهم تبدو الفتنة، وفيهم تعود. فقام رجل فقال: ففيم يا أمير المؤمنين؟ قال: إذا كان الفقه في رُذالكم (٦)،

(١) هو في الكنز ١٦/ ١٣٧. ورواه ابن أبي شيبة في كتابه صفة العرش ص ٣٤٩ ونقله عنه ابن كثير في تفسيره ٢/ ٥٠٥ وقال: (هذا غريب، وفي إسناده مَنْ لا أعرفه). (٢) في شعب الإيمان، وكنز العمال: يبتلى. بلا جزم!. (٣) في س وح: إلى البلاء. وأثبت ما في الشعب والكنز. (٤) في س وح والكنز: يستشير. (٥) في س وح: خرابة، وفي الشعب: مخربة. وأثبت ما في الكنز. (٦) جمع رذل وهو الدون الخسيس، أو الرديء من كل شيء. القاموس ص ١٢٩٩.