[معنى الإيمان بالقضاء والقدر]
نعم وكل ما كان من فعله تعالى فهو بقضائه وقدره، وعليه يحمل الحديث (( لا يؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر خيره وشره ))، سمي شرا مجازا لنفرة النفوس عنه كالأمراض والنقائص، والإيمان به اعتقاد أنه من الله تعالى بحكمة ومصلحة يعلمها.
واعلم أن المجبرة هم: القدرية لقولهم إن المعاصي بقدر الله تعالى، ونحن ننفي ذلك، والنسبة في لغة العرب من الإثبات لا من النفي كما يقال ثنوي، ولكثرة لهجتهم به.
وقد صح عند أهل الإسلام قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (( القدرية مجوس هذه الأمة.)).
وفي الحديث (( وهم خصماء الرحمن وشهود الزور وجنود إبليس )).
وهذه الأوصاف صادقة عليهم:
أما خصومة الرحمن فإذا احتج [الله] على العصاة قالوا أنت الذي خلقت فيهم العصيان.
وأما شهادة الزور فإذا خاطب الله الشياطين بما أضلوا عباده قالوا أنت الذي أضللتهم فلا يجدون شاهدا إلا هذه الفرقة ومن شابه قولها من المجوس.
وأما كونهم جنود إبليس فلأنهم الذين يتعصبون له في قوله بما أغويتني.
وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: (( صنفان من أمتي لا تنالهم شفاعتي لعنهما الله على لسان سبعين نبيئا القدرية والمرجئة، قيل: ومن القدرية، قال: قوم يعملون المعاصي ويقولون إن الله قدرها عليهم، قيل: ومن المرجئة، قال: الذين يقولون الإيمان قول بلا عمل.))، وهذا صريح في أنهم هم القدرية، وقد روي غيره في هذا المعنى جنبنا الله الوبال ومراتع الضلال.
Страница 1