Матмах Амал
مطمح الآمال في إيقاظ جهلة العمال من سيرة الضلال
Жанры
فأعلنت بالتوحيد والعدل قائلا ولما افتتح (طبرستان) ودخل مدينة (آمل) نزل في دار الإمارة وفيها قصور وغرف ومنازل، فلم يشتغل بعمارتها ولا نظر في إصلاحها حتى أخذت [37ب]في الانهدام والخراب؛ فروجع في عمارتها وإصلاحها فقال: إنما جئت للهدم والتخريب لا للعمارة والتجديد.
قالوا: إن الماء يكف على رؤوسنا من المطر.
فقال: نجلس في الجانب الآخر.
وقال [عليه السلام]: (ما وضعت لبنة على لبنة ولا آجرة على آجرة ومالي دار ولا عقار ولا شبر من الأرض ولا يكون لي ذلك إن شاء الله، ومتى رأيتموني آخذ من ذلك شيئا فاعلموا أني قد خنتكم فيما دعوتكم إليه).
وجاءه رجل قد صحب السلاطين فقال: إني جئت للناصر بنصيحة ثم أخرج صحيفة مدرجة وقال: إن في هذه قبالات الأودية والأنهار التي كانت مقبلة وجعل يقرأ على الناصر ما فيها وما على كل واد وكل نهر، فكان جملة ذلك ستمائة ألف درهم كل سنة.
فقال الناصر له: أنا لا أفعل هذا لأنه ليس في كتاب الله ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وما لا أجده فيهما فأنا لا أفعله.
فقال له الرجل: إن هذا شيء فعلته (الطاهرية) مع عدلهم والناس به راضون.
فقال له الناصر: إنما أنا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم به أقتدي وإياه أتبع، وامتنع من قبول تلك الصحيفة ومزقها.
وكان عليه السلام إذا خرج إلى بعض النواحي أمر بحمل الطعام له ولخواصه وعلف لدوابهم، فلا يتناولون شيئا غير ذلك وكان كثير الإنصاف لطلبة العلم والتعظيم لهم، يتفقد أحوالهم بنفسه ويعهد بهم ثقات أصحابه وكان يقف مع الضعيف والمسكين واليتيم فيقف خلفه العساكر العظيمة وهم يتعجبون من ذلك، وكان إذا كتب إليه أحد أصحابه وقال: من خادمه فلان غضب ولم يقرأ كتابه وكان يأمرهم أن يكتبوا إليه من وليه فلان، وكان يرد الهدايا ولا يقبلها ويقول: إنما هذه رشوة.
Страница 185