أحدا الطوائف مشرك بالهه ... فاذا دعاه دعا الها ثان
هذا وثاني هذه الأقسام ذلك جاحدا يدعو سوى الرحمان
هو جاحد للرب يدعو غيره ... شركا وتعطيلا له قدمان
هذا وثالث هذه الأقسام خير ... الخلق ذاك خلاصة الانسان
يدعو إله الحق لا يدعو ولا ... أحدا سواه قط في الأكوان
يدعوه في الرغاب والرهبات ... والحالات من سر ومن إعلان
وقد أنكر الله ذلك الدعاء على من زعم في الرسل والملائكة وذلك كما قال تعالى: ﴿قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلًا﴾ .
قال طائفة من السلف كان أقوام يدعون المسيح وأمه وعزيرا أو الملائكة فأنكر الله ذلك وقال هؤلاء عبيدي يرجون رحمتي كما ترجون رحمتي ويخافون عذابي كما تخافون عذابي وهؤلاء الذين نزلت هذه الآية في إنكار دعوتهم من أوليائه وأحبابه وقد تقدم أن الدعاء وجميع أنواع العبادة حق الله المحض كما تقدم في الآيات.
والحاصل أن الله تعالى لم يأذن لأحد أن يتخذ شفيعا من دونه يسأله ويرغب إليه ويلتجيء إليه وهذه هي العبادة ومن صرف من ذلك شيئا لغير الله فقد أشرك مع الله غيره كما دلت عليه الآيات المحكمات وهذا ضد أفراد الله بالعبادة وكيف يتصور إفراد الله بالعبادة وقد جعل العبد ملاذا ومفزعا سواه فإن هذا ينافي الأفراد فأين ذهب عقل هذا وفهمه.
قال لشيخ الإسلام ﵀: العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة انتهى.
1 / 62