عند الله إلا بإذنه والله لم يجعل استغاثته وسؤاله سببا لإذنه فجاء هذا المشرك بسبب يمنع الإذن وهو
بمنزلة من استعان في حاجته بما يمنع حصولها وهذه الحالة كل مشرك فجمعوا بين الشرك بالمعبود
وتغيير دينه ومعاداة أهل التوحيد ونسبة أهله إلى تنقص بالأموات وهم قد تنقصوا الخالق بالشرك وأولياء التوحيد له بذمهم وعيبهم ومعاداتهم وتنقصوا من أشركوا به غاية التنقص إذ ظنوا أنهم راضون منهم بهذا وأنهم يوالونهم عليه وهؤلاء أعداء الرسل في كل زمان ومكان وما أكثر المستجيبين لهم قال: وما نجا من شرك هذا الشرك الأكبر إلا من جرد توحيده لله وعادى المشركين في الله وتقرب بمقتهم إلى الله واتخذ الله وحده وليه والهه ومعبوده فجرد حبه لله وخوفه لله ورجاءه لله وذله لله وتوكله على الله واستعانته بالله والتجاءه إلى الله وأخلص قصده لله متبعا لأمره متطلبا لمرضاته وإذا سأل سأل الله وإذا استعان استعان بالله وإذا عمل عمل لله وبالله ومع الله انتهى.
فرحم الله هذا الإمام وشيخه فلقد بينا للناس حقيقة الشرك وطرقه وما يبطله.
وفي حديث ابن عباس أن رسول الله ﷺ قال له: "إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله" ولم يقل فاسألني واستعن بي بل قصر السؤال والاستعانة على الله الذي لا يستحق سواه كما في قوله: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ فمن صرف ذلك لغير الله فقد عصى الله ورسوله وأشرك بالله.
وللمعترض كلام ركيك لا حاجة لنا إلى ذكر ما فيه وإنما نتتبع من كلامه ما يحتاج إلى رده وإبطاله كجنس ما تقدم.
1 / 60