ثم حرصت على أن أسجل وقت النظم ومكانه، ولكني لم أثبتهما مع الأبيات لئلا أعني القارئ بهما، إلا أن يكونا متصلين بالمعنى، يتضح بهما، أو يكمل معهما، أو كان في إثباتهما فائدة أخرى.
نظمت الخطرة الأولى على شاطئ بحر العرب من مدينة كراچي يوم الخميس التاسع والعشرين من ذي القعدة سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة وألف من الهجرة (21 آب سنة 1952م).
ونظمت آخرها وأنا أكتب هذه المقدمة، يوم الأحد ثامن عشر صفر 1374ه (17 تشرين الأول سنة 1954).
وإن توالي النظم من بعد على هذا النسق ألحق ما أنظمه بأخواتها في الطبعة الثانية.
ونشرتها كما نظمتها على ترتيب التاريخ ولم أجمع المتشابهات منها بالتقديم والتأخير، فرب بيتين في معنى يبعدان مكانا عن أبيات أخرى في معناهما، ويجاوران أبياتا لها معان بعيدة عنهما.
وكتبت عنوانا لبعض المثاني توضيحا لفكرة اشتملت عليها، أو جمعا للمثاني التي تتوالى في معنى واحد أو التي يجمعها مكان واحد أو زمان من الأمكنة والأزمنة التي رأيت أن أثبتها مع الأبيات، جمعت هذه تحت عنوان واحد وبينت تتابعها بكتابة حرف ت بجانب أرقامها.
وأدع للقارئ تبين ما في هذه المثاني من دعوة إلى الجلال والجمال، والخير والحق، والأمل المشرق، والجد الدائب، والاستكبار على الدنايا، ولقاء الحوادث بعدتها من الإيمان والصبر، وما يتصل بهذه من معاني الحياة الكريمة.
2
وسميتها المثاني
وكان بدا لي أن أسمي هذه الأبيات رباعيات، كاصطلاح أدباء الفرس في الأبيات الثنائية، وكما جرى العرف بين أدباء العرب في هذا العصر، ولكني عدلت عن هذه التسمية بعد التأمل.
Неизвестная страница