"فالقول بأن أهل الحجاز إِنما لُقِّنُوها -يعني الكتابة- من الحيرة، ولُقِّنُها أهل الحيرة من التَّبَابِعة وحِمْيَر: هو أليق الأقوال" اهـ (١).
[المشهورون بالكتابة من الصحابة]:
هذا، وقد جاء الإِسلام وعمر بن الخطاب ممن يكتب ويقرأ المكتوب كما يدل لذلك قصة إِسلامه المذكورة في (السيرة الحلبية) (٢) و(شرح البخاري) في باب إِسلامه في صفحة [١٥٧] من سادس (القسطلانى) (٣)، مع أنه كان قبل إِسلامه مُبَرْطِسًا؛ أي: دلّالًا أو ساعيًا بين البائع والمشترى على ما في (القاموس) (٤).
_________
= الإشبيلي، المؤرخ البَّحاثة أصله من إِشبيلية، ومولده ومنشأه بتونس رحل إِلى فاس وغرناطة وتلمسان، وتولى أعمالًا، واعترضته دسائس ووشايات، وعاد إِلى تونس، ثم توجه إلى مصر فأكرمه سلطانها الظاهر برقوق، وولي فيها قضاء المالكية. مولده سنة ٧٣٢ هـ، وكانت وفاته فجأة في القاهرة سنة ٨٠٨هـ وقد اشتهر بكتابه "العبر وديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والعجم والبربر" في سبع مجلدات أولها المقدمة التي اشتهرت بمقدمة ابن خلدون، وهي تعد من أصول علم الاجتماع (الضوء اللامع جـ٤ ص١٤٥، نفح الطيب جـ٤ ص ٤١٤، الأعلام جـ٣ ص ٣٣٠).
(١) مقدمة ابن خلدون (جـ٢ من تاريخ ابن خلدون - ط دار الكتاب اللبناني، بيروت) ص ٧٤٦.
(٢) السيرة الحلبية جـ٢ ص ١٣.
(٣) إِرشاد الساري لشرح صحيح البخاري جـ٦ ص ١٩٤، والقسطلاني: هو أحمد بن محمَّد ابن أبي بكر بن عبد الملك القسطلاني المصري، أبو العباس، شهاب الدين. محدث فقيه مؤرخ مقرىء. مولده سنة ٨٥١ هـ بالقاهرة، وفيها توفي سنة ٩٢٣ هـ. وله من المؤلفات غير إِرشاد الساري: "منهاج الابتهاج بشرح مسلم بن الحجاج"، "لطائف الإِشارات في علم القراءات" و"المواهب اللدنية في المنح المحمدية" في السيرة، وغير ذلك (راجع الضوء اللامع جـ٢ ص ١٠٣، البدر الطالع جـ١ ص ١٠٢، الكواكب السائرة جـ١ ص ١٢٦، الخطط التوفيقية لعلي مبارك جـ٦ ص ١١، وشذرات الذهب جـ٨ ص ١٢١، معجم المؤلفين جـ٢ ص ٨٥ - ٨٦).
(٤) القاموس المحيط -المبرطس. قال الفيروزآبادي: هو الذي يكتري للناس الإبل والحمير، ويأخذ عليه جعلًا. والاسم البرطسة (وراجع لسان العرب -برطس).
1 / 55