Маталик аль-Будур
مطالع البدور ومنازل السرور
لو رمى بي الأمير أصلحه الل ... هـ رماحًا حطمت سمر الرماح
غير ما عاجز ولا مسكين ... طوع أمر الأمير آسي الجراح
لست بالضخم يا أمير ولا القز ... م ولا المدحرج الدحراج
لحية سبطة ووجه مليح ... واتقاد كشعلة المصباح
وكثير الحديث من ملح النا ... س بصير بخافيات ملاح
كم وكم قد خبأت عندي حديثًا ... هو عند أمير كالتفاح
فبمثلي تخلو الملوك وتلهو ... وما حي للمشكل القداح
ايمن الناس طائرًا يوم صيد ... في غد وغدوة أو رواح
أعلم الناس بالجوارح والخي ... ل وبالخرد والحسان الملاح
كل هذا جمعت والحمد لل ... هـ على أنني ظريف المزاح
لست بالناسك المسمر كمي ... هـ ولا الفاتك الخليع الوقاح
لو دعاني الأمير عاين مني ... سمر كالبلبل الصياح
قال: فدعي به لما دخل أتي كتاب من أرمينية فرماه إليه وقال له أجب عنه فأجاب من ساعته في عرصته فأمر له بمائة ألف درهم وكان أول داخل وآخر خارج إذا ركب في الموكب فركابه مع ركاب الفضل.
ومن صفات النديم ألا يكون لجوجًا ولا حسودًا ولا مماريًا ولا طماح العي ولا طايش اللب ويكون حمولًا موافقًا لك في عملك ومذهبك ودينك كتومًا للسر ويكن أدبيًا عاقًا أو حكيمًا فاضلًا ليس على طبيعتكما منافرة ولا عرضية بشر إذا حدثته وبشر إذا حدثك كلما ازداده سكره ازداد تواضعه لك ومودته وفضله فالخمرة تحرك ما يوجد من عقل وجهل وتبرزه في الإنسان من القوة إلى الفعل وهي محك العقول.
صافح أبو العميثل عبد الله بن ظاهر عند قدومه من سفره فقبل يده فقال عبد الله خدش شاربك كفي فال شوك القنفذ لا يضر بتربن الأسد فتبسم عبد الله وقال كيف كنت بعدي قال إليك مشتاقًا وعلى الزمان عاتبا ومن الناس مستوحشًا، أما الشوق إليك فلفضلك وأما العتب على الزمان فلمنه منك وأما الاستيحاش من الناس فلرضاهم بعدك فاحتبسه فلما حضر الشراب سقاه بيده فقال:
نادمت حرا كأن البدر غرته ... معظمًا سيدًا قد أحرز المهلا
فعلني برحيق الراح راحته ... فمت سكرا فشكرًا للذي فعلا
بيننا أبو العباس السفاح يحدث أبا بكر الهذلي فعصف الريح فأذرت طستا من سطح إلى المجلس فارتاع من حضر ولم يتحرك الهذلي ولم تزل عينه مطابقة لعين السفاح فقال ما أعجب شأنك يا هذلي فقال: إن الله تعالى يقول: "يوجد آية" وإنما لي قلب واحد فلما غمره السرور بقائده أمير المؤمنين لم يكن فيه لحادث مجال فلو انقلبت الخضراء على البيضاء ما أحسست بها ولا وحمت لها فقال السفاح لئن بقيت لأرفعن ضبعًا لا يطوف به السماع ولا ينحط عليه العقيان.
ومن الآداب اللطيفة ما يحكى عن إبراهيم بن المهدي قال: كنت عند الرشيد فأتاه رسول معه أطباق عليها مناديل ورقعة فأخذ يقرأ الرقعة ويقول وصله الله وبره فقلت يا أمير المؤمنين من هذا الذي أطنبت في شكره لنشركك في جميل ذكره فقال: عبد الملك بن صالح ثم كشف عن الأطباق فإذا هي فواكه فلت يا أمير المؤمنين ما يستحق هذا الوصف إلا أن يكون في الرقعة ما لا نعلمه فرمى بها إلى فإذا فيها دخلت يا أمير للمؤمنين إلى بستان لي قد غمرته بنعمتك وقد أينعت فواكهه فحملتها في أطباق قضبان ووجهت بها إلى أمير المؤمنين ليصل إلى من بركة دعائه مثل ما وصل إلى من نوافل بره فقلت وما في هذا الكلام ما يستحق الدعاء فقال أو ما ترى كنى بالقضبان عن الخيزران وهي اسم أمنا.
وقال الشعبي أخطأت عند عبد الملك بن مروان أربعا هي حدثني بحديث فاستعدته منه فقال أما علمت أنه لا يستعاد أمير المؤمنين وقلت حين أذن لي أنا الشعبي يا أمير المؤمنين وقلت حين أذن لي أنا الشعبي يا أمير المؤمنين فقال ما أدخلناك حتى عرفناك وكنيت عنده رجلًا فقال أما إنه لا يكنى أحد عند أمير المؤمنين وسألته أن يكتبني حديثًا فقال إنا نكتب ولا نكتب.
ولما كان مجلس الشراب مؤهلًا للاستكثار من اللذات والتقلب في المسرات كان الأولى به أن يجمع من الندماء من فيه من الحذاق بالغناء ومن يكون حديثه يطرب سامعيه وملحه أحسن موقعًا من الأغاني المعجبة في قلوب منادميه ما وصفه بعض الشعراء فقال:
حديث يشرب له الغواني ... ويأخذ كل سمع باستماعي
1 / 86